أعلم جيدًا أنك تحبني بجنون، وتهتم بتفاصيلي وتعمل كل ما في وسعك كي تسعدني، لكن اهتمامك الزائد بي استنزف قواي وأصابني بالاختناق حد النفور، فأنت تعاملني كطفلة صغيرة لا تستطيع الاهتمام بنفسها !
وفي كل الأحايين أجدك حولي لا تترك لي فرصة كي اتنفس الصعداء بدونك ولو لثواني.. حقا أحببت اهتمامك في بادئ الأمر وكنت أشعر بمزيج من التفرد والتميز وأرى نفسي معك مدللة، لكن مع الوقت صار الأمر مملا وفقد متعته..
فالافراط في أي علاقة يؤدي في آخر الأمر إلى النفور الذي يهدم أي بناء مهما كانت قوته…
أنت حقا الهواء الذي اتنفسه أعشقك حد الجنون لا أتخيل حياتي بدونك أهتم أنا أيضاً بك ولا ادخر جهدً لإسعادك ولكن لا دون مبالغة ولا تفريط حتى لا تمل مني وحتي ولا يأتي يوما تعاملني ببرود قاتل؛ لذا أيقنت أن خير الأمور الوسط فلا داعي من المبالغة في الاهتمام والوصول إلى السمنة العاطفية التي تؤدي بأسرع نهاية لأي علاقة
وبالكاد في بعض الأحيان يضيع هذا الاهتمام بين سطور الإفراط والتفريط ويفقد معناه الأصلي، فمن المؤكد أن
الماء يمنح الحياة للبذرة ويديمها، ولكن الماء مع خواصه وكونه مصدر للحياة إذا أعطيَ أكثر من اللازم سوف يكون سببا في قتل البذرة..
وبالاحرى في بعض الأحيان يصل الأمر بالشخص المهتم إلى زيادة ومضاعفة الاهتمام حتى يتفاقم الى مرحلة الخطر أو السوء، وأعني بذلك الوصول الى درجة الغيرة غير الصحيحة، أو الشك غير المبرر، أو الحسد، وقد يصل به الأمر إلى تصاعد حالات نفسية خطيرة، ربما تدفعه لممارسة العنف ضد الشخص المهتم به، وهكذا يتحول الحب الى كره وانتقام!!.
وأخيرا… فلنضع المبالغة والتضخيم جانبا ونكون أكثر اعتداليه وموضوعية في علاقاتنا، فلا تفرط في الاهتمام فنصل إلى نتائج عكسية تتسم بالملل والنفور من الطرف الآخر بل نصل به إلى أقصر الطرق إلى التفريط في العلاقة وانهائها والنزول من القطار عند أول محطة…
شاهد أيضاً
حمو بيكا ياحمو بيكا – بقلم طه صلاح هيكل
حمو بيكا ياحمو بيكايا أعظم نشاز ف المزيكاصوتك ياعيني عليه أسطورةعايز حقنة في السيكاغني ياحمو …