الامومه والطفوله والصحة النفسية

الإصغاء لمتطلبات طفلك واثره على شخصيته بقلم ا.مروة حمدى ماجستير علم النفس جامعه عين شمس


الاصغاء لطفلك أساس التربيةو ليس مجرد مهارة تربوية، بل هو علاقة إنسانية عميقة تعزز التواصل والثقة بينك وبينه. الأطفال، كبالغين، لديهم احتياجات ورغبات، وما يميزهم هو حاجتهم إلى الإحساس بالدعم والتقدير من والديهم. إليك نظرة أعمق عن أهمية الإصغاء لطفلك وكيفية تطبيقه في الحياة اليومية.
أهمية الإصغاء لمتطلبات الطفل
١- بناء الثقة
عندما تصغي لطفلك بصدق، يشعر بأنه مسموع ومهم، مما يعزز ثقته بك وبنفسه.
٢-تعزيز التواصل
الإصغاء الفعّال يخلق بيئة تواصل مفتوحة وآمنة، حيث يشعر الطفل بالراحة في التعبير عن مشاعره وأفكاره.
٣- فهم احتياجاته الحقيقية
عبر الإصغاء، يمكنك فهم ما يريده الطفل حقًا، سواء كانت احتياجات مادية أو عاطفية، مما يساعدك على تلبية تطلعاته بشكل أفضل.
٤- تعليم الطفل مهارات الإصغاء
عندما تكون قدوة في الإصغاء، يتعلم الطفل هذه المهارة منك، مما يعزز قدرته على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين.
كيف تصغي لطفلك بشكل فعّال؟
١- كن حاضراً ذهنياً
عندما يتحدث طفلك، أوقف أي نشاط تقوم به وركز انتباهك عليه. هذا يُشعره بأن حديثه له أهمية كبيرة.
٢-استخدم لغة الجسد
انظر في عينيه، أومئ برأسك، وابتسم. هذه الإشارات البسيطة تُظهر اهتمامك بما يقوله.
٣- لا تقاطع حديثه
اترك له مساحة ليُعبّر عن أفكاره ومشاعره دون أن تقاطعه، حتى لو كنت تعرف ما سيقوله.
٤- استخدم الأسئلة المفتوحة
بدلاً من طرح أسئلة بنعم أو لا، اسأله “كيف كان يومك؟” أو “ما الذي أسعدك اليوم؟”.
٥-تقبل مشاعره
أظهر تفهمك لما يشعر به، حتى لو كنت لا تتفق معه. قل له مثلاً: “أفهم أنك غاضب، هل يمكننا التحدث عن السبب؟”.
فوائد الإصغاء على تنمية شخصية الطفل
١- تعزيز الذكاء العاطفي
عندما يُعبّر الطفل عن مشاعره ويتم الإصغاء لها، يتعلم كيفية التعامل مع عواطفه وفهم مشاعر الآخرين.
٢-زيادة الاستقلالية
الطفل الذي يشعر بأنه مسموع ومفهوم يكون أكثر قدرة على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية.
٣-تقليل المشاكل السلوكية
الأطفال الذين يشعرون بأن والديهم يصغون إليهم هم أقل عرضة للجوء إلى السلوكيات السلبية لجذب الانتباه.
الإصغاء الفعّال أثناء الخلافات
حتى في أوقات النزاع، يمكن للإصغاء أن يكون أداة لحل المشكلة. استمع أولاً لوجهة نظر طفلك قبل تقديم نصائحك أو توجيهاتك. قد تفاجأ بأن مجرد الإصغاء يخفف من حدة المشكلة ويُسرّع حلها.
الإصغاء لمتطلبات طفلك ليس مجرد فعل لحظي، بل هو عملية مستمرة تعكس الحب والاحترام. اجعل الإصغاء جزءاً من حياتك اليومية مع طفلك، وستلاحظ كيف ينمو ليصبح شخصاً واثقاً ومحباً. تذكر دائماً أن طفلك يريد أن يشعر بأنه أهم شخص في عالمك، والإصغاء هو أول خطوة لتحقيق ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى