الله تعالى قد جعل الطلاق مشروعا، خاصة في حالة استحالة المعاشرة بين الزوجين لكن هناك مسؤولية كبيرة للاب تجاه ابنائه بعد الطلاق
الزواج الذي يسبب المشاكل قد يسبب ندوباً وتشوهات نفسية لدى الأطفال. وإذا كان سبب الطلاق هو استحالة التعايش والحفاظ على نفسية الأبناء، فمن غير المعقول أن يسبب الطلاق لهم أذى نفسيا بسبب الخلافات بين الأب والأم وتورط الأبناء فيها.
وإذا كان القانون قد منح الأم حضانة أطفالها بعد الطلاق، خاصة في سن مبكرة، فإن ذلك لا يعفي الأب من مسؤولياته وواجباته تجاه أبنائه.
يدين الأب لأولاده بنفس الحقوق المالية والالتزامات العاطفية وغيرها من الالتزامات بعد الطلاق التي كانت له قبل الطلاق.
وإذا نظرت إلى الأمر جيداً، بعد الطلاق تزداد مسؤوليات الأب تجاه أولاده بسبب ابتعاد الأبناء عنه ووجود جو عائلي. ويجب تعويضهم وسد الفجوات التي أحدثها الطلاق.
وطلاق الأب من الأم لا يعني أنه سيطلق أولاده معها. بل يجب أن يكون على اتصال دائم بهم وأن تكون علاقتهم جيدة كما كانت قبل الطلاق وأكثر.
مسؤولية الأب تجاه أبنائه بعد الطلاق
بعد الطلاق والانفصال بين الزوجين، يرى الأب أن التزاماته تجاه أبنائه تقتصر فقط على نفقتهم وحقوقهم المال
بل إن بعض الآباء يطلقون أطفالهم مع أمهم، ولا يعطونهم حقوقهم المادية ولا حقهم فيه كأب. للأبناء حقوق تجاه آبائهم، وهي كما يلي:
بعد الطلاق، قد يصبح الزوجان أعداء، متناسين أن لديهما أطفالًا يحق لهم الحصول على علاقة جيدة بين الأب والأم:
إن الحفاظ على علاقة جيدة مع أم الأطفال بعد الطلاق هو مسؤولية الأب تجاه أبنائه لأنه يصب في مصلحة الأطفال وصحتهم النفسية.
ولا يجوز له أن يجادلها في حقوقها المادية والمالية.
ومن حقك أيضًا ألا تتكلم عنهم بالسوء من أجل أبنائه.
وكذلك لا يجوز للأم أن تتكلم بسوء عن أبيهم أمام الأبناء.
ويجب تربية الأطفال وتعليمهم في ظل ثقافة احترام الاختلاف
وغياب الأب عن الأبناء يؤثر سلباً على نفسية الأبناء، لذا يجب الاهتمام بمسؤوليات الأب تجاه أولاده بعد الطلاق، مثل:
يجب أن يكون الأب حاضرا بانتظام في حياة أبنائه. غيابه عن البيت لا يعني غيابه عن أبنائه.
ويجب أن يستمر إيقاع الحياة كما كان قبل الطلاق، ويجب أن يكون مع أولاده في كل الأوقات.
ويتم ذلك من خلال ترتيب زيارات منتظمة وقضاء يوم ممتع مع الأب مع أطفاله.بان يذهب معهم للتدريب كما اعتاد أن يفعل، وإلى الحفلات المدرسية وكل أغراضهم.
قضاء العطلات والإجازات والعطلات معهم.
التواصل معهم باستمرار من خلال الرسائل والمكالمات الهاتفية ومواكبة التحديثات بانتظام.
كل هذا يحسن نفسية الأبناء ويشعرون أن الأب لم يتخلى عنهم بعد الطلاق من أمهم.
وأحيان كثيرةيقرر بعض الآباء بعد طلاق زوجتهم قطع النفقة عنها وعن أطفالها بحجة أنهم يعيشون مع أمهم. وهذا خطأ، فيجب على الأب:
– تحويل كافة الرسوم والمصاريف المستحقة له، وكذلك جميع حقوق الزوجة، حتى يتمكن من الحفاظ على مظهره أمام أولاده.
إرسال دفعات النفقة لزوجته المطلقة إذا كان عليها دفعات نفقة.
الالتزام بالشؤون المالية لأولاده، ولا داعي للمحاكم والعناد في هذا الأمر.
ولا يصح أن ينتظر حكم المحكمة لينفق مبلغاً قليلاً على أولاده، مع أنه يعلم أن الطعام وحده لا يكفي.
فالأب يعرف جيداً احتياجات ومتطلبات ونفقات أبنائه، ولذلك يجب أن يوفرها لهم على أكمل وجه.
لا ينبغي أن يشعر الأطفال بالنقص بعد طلاق والديهم.
أما إذا كان الأب قد تعهد بدفع النفقة الشهرية بالتراضي أو عن طريق الجهات الرسمية وكذلك بدفع كافة نفقات أولاده، لكنه في يوم من الأيام وقع في مشكلة ولم يتمكن من دفعها، فيجب أن تكون الأم فالصبر ولا تطلب منه ذلك حتى تيسر حاله.
ومن مسؤولية الأب تجاه أبنائه بعد الطلاق أن يلبي احتياجاتهم العاطفية وذلك للأسباب الآتية:-
يتأثر الأطفال بشدة بعد الطلاق ويمكن أن يعانون من الحزن الشديد والاكتئاب.
لا يستطيع العديد من الأطفال التكيف مع الوضع الجديد.
يجب أن يبقى الأب بجانب أبنائه حتى وهم مع الأم، وهذا يتطلب التواصل الدائم بين الأم والأب من أجل مصلحة الأبناء.
إخباره عن كل لحظة صعبة أو موقف ضعف يمر به أطفاله.
ويجب على الأب أن يدعمهم ويعانقهم ويطمئنهم بما فيه الكفاية حتى يشعروا أنه معهم ولم يتخلى عنهم.
ربما اتفق الوالدان على وضع قواعد للتربية قبل الطلاق، لكن بعد الانفصال قد تختلف هذه القواعد مما يؤدي إلى التشتت بين الأبناء. ولذلك يجب عليهم القيام بما يلي:
وضع قواعد ثابتة وغير قابلة للتغيير للتعليم.
الاتفاق على إرشادات عامة لتربية الأبناء.
يتم تنظيم الروتين اليومي، بما في ذلك التعليم والرياضة والترفيه، بالتشاور مع الوالدين.
وضع أسلوب واحد للعقاب سواء للأب أو الأم. فلا يصح أن يكون الأب قاسيا والأم طيبة أو العكس. بل إذا ارتكبوا خطأ يتعرضون للعقوبة المتفق عليها، وهي عقوبة تأديب وليس عقوبة الضرب والترهيب.
توحيد أسلوب التربية يساعد على منع تشتت الأطفال أو التمرد على الطرف المتطرف سواء كان الأب أو الأم.
دور الآباء في حياة وتربية أبنائهم
يعتقد بعض الآباء أن دورهم في حياة أبنائهم يقتصر على الأمور المادية فقط، وأن عبء تربيتهم يقع على عاتق الأم فقط، ولكن الحقيقة هي أن الأب يلعب دورا مهما في حياة أبنائه، مثل دور الأب في الحياة. التالي:
ويجب على الأب توجيه أبنائه دائمًا، وتقديم النصح والإرشاد لهم، والعمل على تنمية مهاراتهم في مختلف المجالات، وتعليمهم كيفية التأقلم مع الحياة والاستقلالية.
توفر لك الدعم العاطفي. ويجب على الأب أن يخصص بعضاً من وقته للاستماع إلى أبنائه ومشاكلهم، حتى لو لم يقدم لهم الحلول. فمجرد الاستماع بانتباه يقوي العلاقة بينه وبين أولاده. الأبناء يجب أن يشعروا أن والدهم يحبهم ويخاف عليهم.
تقييم سلوك الأطفال وتعليمهم وتعريفهم بالمبادئ والقيم والخير والشر، حتى يكتسب الطفل القيم الأخلاقية ومن ثم يعرف كيف يميز بين الخير والشر.
ويجب على الأب أن يكون قدوة حسنة لأولاده، فهم يقلدونه في كل أفعاله وأفعاله، فيجب أن يأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار.
الحفاظ على أمن الأطفال المالي والمعنوي من خلال توفير السكن المناسب لهم والحفاظ على سلامتهم النفسية وتجنب الخلافات مع أمهم.
-إبعاد الأطفال عن الجدال وعدم إهانة الأم أمام الأطفال. إذا كانت هناك اختلافات في الرأي، فيجب عليهم التعامل مع بعضهم البعض باحترام.
ارتفاع معدلات الطلاق والانفصال بين الزوجين
عدد حالات الطلاق يتزايد كل يوم في جميع أنحاء العالم. وهذا الأمر أكثر أهمية من أجل التوعية بمسؤولية الأب تجاه أبنائه بعد الطلاق لأن تأثير الطلاق يكون أكثر صعوبة على الأبناء، خاصة إذا كان محباً لأولاده. طلاق والدهم واختفاءه يضعهم في حالة شرخ كبير وحاجة دائمة إليه.
ولا تنقص التزامات الأب تجاه أولاده بعد الطلاق، بل تزداد مسؤولية الأب تجاه أولاده بعد الطلاق. ولا يعني الطلاق أن يطلق الأولاد أمهاتهم، كما هو الحال مع أمثالهم من الرجال، ويمتنعون عن رؤية أطفالهم أو إنفاق المال عليهم.
ويكفيهم ذنبا أمام الله عز وجل أنهم فقدوا من يؤيدهم. فاحذر يا أخي أن تضيع أمانتك. خلافك مع زوجتك وانفصالك عنها لا يعني انفصالك عن أبنائك.