الإعتلالات الشخصية والسُّلُوكيَّة
*يختلف الأشخاصُ الأصحَّاء اختلافًا كبيرًا في شخصيتهم العامة، ومزاجهم، وسلوكهم.
وكلُّ شخص يختلف أيضًا من يومٍ لآخر،
اعتمادًا على الظروف.ولكنَّ التغيُّرَ الكبير المفاجئ في الشخصية
أو السُّلُوك، وخاصَّة الذي لا علاقة له بحدثٍ واضح
(مثل تناول دواء أو فقدان أحد الأحبّة)،
غالبًا ما يشير إلى حدوث مشكلة
ويمكن تصنيفُ التغيُّرات المفاجئة في الشخصية والسُّلُوك بشكل عام
على أنها تتضمن واحدًا من الأنواع التالية من الأعراض:
✖️التَّخليط الذهنِي أو الهَذيان
✖️التوهمات
✖️الكلام أو السُّلوك غير المنتَظم
✖️الهَلاوِس
✖️تطرُّف المزاج
(مثل الاكتئاب أو الهوس)
هذه الفئات ليست اضطرابات؛
فهي مجرَّد طريقة يقوم الأطباء من خلالها بتنظيم أنواع مختلفة من الحالات غير الطبيعيَّة للأفكار والكلام والسُّلوك.
ويمكن أن تكونَ هذه التغيُّرات في الشخصية والسُّلُوك
بسبب مشاكل صحية جسدية أو نفسية
وقد يكون لدى الأشخاص أكثر من نوعٍ واحد من هذه التغيُّرات؛
☝🏻فعلى سَبيل المثال، المَرضَى الذين يعانون من التَّخليط الذهنِي بسبب تفاعل دوائي يُصابون في بعض الأحيان بالهَلاوِس،
أمَّا الأشخاص الذين يعانون من مزاج متطرّف فقد يكون لديهم الهذيان.
التَّخليطُ الذهني والهذيان
ويشير التَّخليط الذهنِي
و الهذيان إلى اضطراب في الوعي.وهذا يعني أن المَرضَى يكونون أقلّ إدراكًا
لما يجري حولهم،
وقد يتوقَّف ذلك على السبب، ويمكن أن يكونوا في حالة هياج مفرط وعصبيَّة
أو نعاس وبلادَة وبطء.
ويتناوب الأمرُ لدى بعض المَرضَى بين حالة فرط التيقُّظ أو قلَّة التيقُّظ.
ويبدو تفكيرهم متغيِّمًا وبطيئًا أو غيرَ مناسب.
ويكون لديهم صعوبةٌ في التركيز على أسئلة بسيطة،
مع بطء في الاستجابة.
وقد يكون الكلامُ متلعثمًا.
وفي كثير من الأحيان، لا يعرف الأشخاص ما هو عليه اليوم،
وقد لا يكونوا قادرين على معرفة أين هم.
كما لا يمكن لبعضهم إعطاء اسمهم.
غالبًا ما ينجم الهذيان عن مشكلة جسدية خطيرة حدثت حديثًا
أو عن استجابة لدواء، خُصوصًا عند كبار السن.
يحتاجُ المصابين بالهذيان إلى رعايةٍ طبية فورية؛
وإذا جَرَى التعرُّف إلى سبب الهذيان وتصحيحه بسرعة، يزول غالبًا.
الأوهامُ أو التوهُّمات Delusions
التوهُّمات هي معتقدات كاذبة ثابتة يتمسَّك بها المَرضَى، على الرغم من الأدلة على عكسها.وتستند بعضُ هذه التوهمات إلى تفسيرٍ خاطئ للمُدرَكات والتجارات الفعلية؛فعلى سَبيل المثال، قد يشعر المَرضَى بالاضطهاد، ويعتقدون أنَّ شخصًا وراءهم في الشارع يتابعهم أو أنَّ حادثًا عاديًا هو تخريب هادف.كما يعتقد أشخاص آخرون أنَّ كلمات الأغاني أو المقالات الصحفية تحتوي على رسائل تشير إليهم تحديدًا (يُسمى وُهام المعاني المرجعية delusion of reference)
ولكن، تبدو بعضُ المعتقدات أكثرَ معقولية، ويمكن أن يكون من الصعب التعرُّف إلى التوهمات، لأنَّها قد تحدث أو تكون قد حدثت في الحياة الحقيقية؛فعلى سَبيل المثال، يكون المَرضَى أحيانًا تحت مراقبة محقِّقين حكوميين أو تعرَّضوا لعملٍ تخريبي من قبل زملاء العمل.وفي مثل هذه الحالات، يمكن تحديدُ الاعتقاد على أنَّه وهمٌ من خلال مدى قوَّة الاعتقاد به لدى الناس، على الرغم من الأدلة على خلافه
وومن السهل التعرُّف إلى التوهمات الأخرى؛فمثلًا، في التوهمات الدينية أو توهمات العظمَة، قد يعتقد المَرضَى أنهم يسوع أو رئيس البلاد.كما تكون بعضُ التوهمات غريبة جدًّا؛كأن يعتقد المَرضَى أنَّ أعضاءَهم جَرَى استبدالُها جميعًا بأجزاء آليَّة، أو أنَّ رؤوسَهم تحتوي على راديو يتلقَّى رسائل من الحكومة.
الكلام المشوّش أو غير المترابط
يشير الكلام غير المترابط أو المضطرب إلى كلام لا يحتوي على الروابط المنطقية المتوقَّعة بين الأفكار أو بين الأسئلة والأجوبة؛فعلى سَبيل المثال، قد يقفز المَرضَى من موضوعٍ إلى آخر دون الانتهاء من الفكرَة.وقد تكون الموضوعاتُ ذات صلة طفيفة أو غير ذات صلة تمامًا.في حالات أخرى، يستجيب المَرضَى لأسئلة بسيطة بإجابات طويلة ومشوَّشة، ومليئة بالتفاصيل غير ذات الصلة.كما قد تكون الإجاباتُ غيرَ منطقية أو غير مترابطة تمامًا.يختلف هذا النوع من الكلام عن صعوبة التعبير عن اللغة أو فهمها (الحبسة) أو تشكيل كلمات (عسر التلفظ) التي تنجم عن اضطراب في الدماغ، مثل السكتة الدماغية.
وفي بعض الأحيان، لا يعدُّ سوءُ الكلام أو المراوغة المتعمَّدة أو الفظاظة أو روح الدُّعابة كلامًا غير منتَظم.
سنكمل معاكم في المقال القادم التغيرات السلوكيه الاخري