تخللت أشعة الشمس
فتحات النافذة الخشبية
وهو ما يزال
في سريرة ما بين مستيقظ أو نائم.. يريد أن يقتنص من الزمن بضع دقائق
ليخطف بعض من النوم الذي يملأ عينيه ولكنه وجد أن لامفر من القفز
بسرعة البرق ناهضا كي لا يتأخر عن ميعاد عمله اليومي, ورغم أنه
يشعر بملل الذهاب اليومي إلى العمل لكن يملئه الإحساس بالسعادة لأنه
سيقابل زملائه واصدقائه تلك هي منطقة الراحة التي يجد فيها ذاته
ويشعر بوجوده في الحياة تلك منطقة الأمان بالنسب له
لكنه من
أن لآخر يسأل نفسه إلى متى سأظل دون أدنى تغيير الا نهاية لرتابة الحياة
والأحداث التي تتكرر يوميا وعلى هذا الوضع منذ أعوام مضت لكن
ماذا أستطيع فعله؟!!!
ظل هكذا ايام وأسابيع بل وشهور حتى
ذلك اليوم الفارق الحاسم لكل جدل دار بداخله، ذلك اليوم الذي كان
يجلس كعادته في الكوفي شوب مع أصحابه يتبادلون أطراف الحديث
دون شد أو جذب فقط تعلو ضحكاتهم حد السماء
إلى أن دخلت
المكان بثوبها الأبيض اللون ويفوح من طلتها روائح الزهور فجذبت أنظار
واذهان الحضور لكن لا أحد يستطيع الاقتراب حيث دائما تجلس وحيدة
ولا تختلط بأحد بل لا تسمح لأحد أن يقتحم عزلتها
انها حقا
غامضة لها منطقة الخاصة بها.. هو يفكر وبجديه كيف يتحدث إليها وهنا
حدثت المفاجئة التي قلبت الأوضاع وقصرت المسافات لقد نسيت كتابها
الذي دائما برفقتها وذهبت دون أن تنتبه فأخذه كي يعيده إليها حين
يراها وربما تكون تلك هي الفرصة التي يجب أن يغتنمها ويحاول التحدث
إليها… ظل ليله مستيقظا مفكرا في مدخل للحديث معها انها فرصة
ولكن تتكرر مطلقا فإذا لم اغتنمها فلا ألوم الا نفسي ظل يفكر ويحدث
نفسة ويتخيل مرارا وتكرار في مدخل للحديث حتى جاءت اللحظة
الحاسمة، انها هي أنها قادمة كملاك هادئ وديع.. انتظر بعض الوقت ثم
قام مترددا لكن تمالك قواه وقال لها انت تشبهنيني كثيرا عرفت بعض
صفاتك من اسم الكتاب الذي نسيتيه وجدتك انسانه رومانسية
حالمة قالت له اشكرك على اطرائك.. فهل تفضلت بالجلوس لم يكد
أن يصدق نفسه وهنا انخرطا في حديث طويل تبادلا أطرافه,
ولم يشعرا بكم من الوقت مضى.. لكنهما قررا أن الحياة لا نعيشها
الا مرة واحدة فلا مجال للتردد والانعزال والوحدة, فلا مجال سوى
للحياة بحب وشغف ولا رؤية الا لكل جميل ولا توقع الا لكل مبهج فخرجا
من باب واحد بصحبتهما هدف واحد…
Check Also
مبادرة “افتح لقلبك حياة” نوفارتس ومعامل ألفا توقعان اتفاقية تعاون لتمكين مرضى تصلب شرايين القلب من خفض مستويات الكوليسترول
كتب : ماهر بدر المؤسسة العلمية للقلب والشرايين (CVREP): 46% من حالات الوفاة في مصر …