بعد عمر طويل ..كيف تريد أن يتذكرك أولادك ؟!
لحظات من الاحتواء و الدفء و الحنان ..
أم موجات من الغضب و عقاب مقنن في شكل تربية ..؟!!
للاسف التربية بريئة من كونها تهديد بالحرمان من أجل فعل الصواب ..أو عقاب من أجل التمييز بين الخطأ و الثواب .
خاطيء ايها الأب الذي تظن أنك تبني انسان بكلتا الطريقتين من عقاب او حرمان ..
إن طفلك الذي يتعامل لهذا الشكل .. سوف يختار لا إراديا أحد الطريقين :
إما ان ينصاع للأوامر خوفا من أن يفقد الأمان و القبول أو المزايا المادية من مشاهدة التلفاز أو الهاتف أو الحصول علي هدية ..
و الطريق الثاني هو أن يعترض و يتزمر رغبة في التمرد علي التحكم الأبوي ..
و هذا ما نراه بوضوح في فترة المراهقة..
لن يكون لهذا الطفل اي دافعية ذاتية .. فمحركه خارجي .. و يطيع دون اقتناع..
و مع اختفاء التهديد و العقاب يختفي اقتفاؤه للفعل الصحيح أو الحفاظ علي القيمة.
لست هنا بصدد الحديث عن دور الأب في حياة زوجته و أولاده.. لانها قد تكون بديهيات لكن هناك إعتقاد الخاطيء الذي صور التحكم و النهر علي انها تربية صارمة تحافظ علي القيم.
خط رفيع يفصل النقيضين من احتواء الزوج الذي يقول قولا حسنا لزوجته ، من ثم تزدهر معه و بالتالي تتحمل عبء تنشئة الأطفال بمجرد شعورها أنها مقدرة و أن هناك من يساندها حتي بالمشاعر .
و علي الجانب الآخر الزوج الذي يقهر زوجته و يصر علي أن دوره يقتصر علي جلب المال .. و من أجل ذلك يجب أن يسخر كل شيء لخدمته .. بقدر ما تشعر به هذه المرأة من قهر سوف تقهر أولادها ..
أخيرا: بماذا يتواصل و ماذا يجني هذا الأب ..؟؟
هل يجني من زرع الحب و الود إلا نفس الجزاء ..
نحن نجني نفس جنس العمل… فأولادنا امتدادا لنا و مرءآة لأفعالنا
أباؤنا لنا لحظات لا تنسي معهم و تظل في ذاكرتنا و دعمهم ما حيينا..
“فكونوا ذكري طيبةفي حياة من تحبون”