تنتشر ظاهرة أطفال الشوارع بوضوح ضمن جميع المجتمعات في أنحاء العالم، خاصة في البلدان النامية والفقيرة ، وتُعَدُّ هذه الظاهرة إحدى الظواهر الخطيرة التي تُهدِّد المجتمعات، فهي لا تخصُّ مستقبل الطفل وحده، وإنَّما مستقبل مجتمع بأكمله؛ لأنَّه سيُواجه مستقبلاً آلافاً من الأفراد غير الأسوياء نفسياً، والذين قد يُشكِّلون خطراً على كل من حولهم ، أطفال الشوارع أصبحت الآن ظاهرة شائعة ومخيفة فبدأت في التزايد بكثرة، مما يجعلنا نقلق وبشدة على مستقبل الأجيال القادمة وأطفال الشوارع أصبحت قضية رأي عام يجب الانتباه إليها جيداً ، لأنها تمثل قنبلة وقتية، ويجب أن تتخذ الحكومات قرار رادع لإزالة هذه الظاهرة سريعاً وإلا ستكون كارثة بكل المعايير على المجتمع، لما يتعلمونه هؤلاء الأطفال من الأساليب السلبية من الشارع، مثل البلطجة والتسول والشذوذ الجنسي وغيره من الإهمال لهؤلاء الأطفال تمثل مشكلة أطفال الشوارع خطراً شديداً على المجتمع كله، وهؤلاء الأطفال قد يكون بعضهم ليس له أي ذنب بوجوده بالشارع. فقط يصبح بين يوم وليلة في الشارع، ليجد نفسه بجوار البلطجية والأشرار لا مكان يؤويه ولا طعام يسد جوعه. وقد تختلف الأسباب التي تجعل، هؤلاء الأطفال الأبرياء ملقون بالشارع دون راعي ولا ولي لهم.
أسباب ظاهرة أطفال الشوارع :
١- التفكك الأسرى الذي يدمر الأسرة بأكملها، وهنا نجد الأطفال في حيرة لمن يلجأ للأب أو الأم أو كليهما ، كما يرى إنه من الضروري أن يعيش حياته ويتزوج من أخر، حتى يكمل حياته ولا يهتم أبداً بحياة أولاده التي تضيع في الشارع.
٢- العامل الاقتصادي يلعب دوراً مهماً لعدم الاهتمام في الأطفال، وإلقائهم في الشارع دون مأوى. فعندما يكون الأب فقيراً ولا يستطيع أن يتولى أمور بيته، يجد إن أطفاله هم الحل من الخروج من هذا الفقر ويخرجهم. وهم بسن حديث إلى العمل في السوق، وبالرغم من عقوبة وتجريم عمالة الأطفال في سن صغير ،إلا إن الكثير من الأسر لا تبالي بهذا القانون ،وبالنهاية نجد إن الطفل ينفر من أهله بسن صغير ويقيم أقامة كاملة بالشارع .
٣- العلاقات الجنسية المحرمة وهي تعد أيضاً من أهم العوامل التي تساعد على كثافة أعداد أطفال الشوارع بشكل رهيب، لأنه مجرد أن تلد المرأة الطفل. وهو من الحرام أن تلقي به في الشارع ، كما يخرج هذا الطفل البريء لا يعلم من أبوه ولا من أمه ويعيش في الشارع، وبالنهاية يصبح سفاحاً جديداً .
كيف نساعد أطفال الشوارع ؟
يجب علينا كشعوب وحكومات أن نهتم بالطفل الذي يوجد بالشارع، وكأنه أبن لنا ولا ننظر إليه نظرة عابرة ، وكأنه حاله مثله كمثل الكثير الذين يرقدون وينامون في الشارع فإذا احتضان هؤلاء الأطفال وأظهروا لهم الحنان والمحبة، فربما يكون هذا يمثل إختلاف كبير لرؤية هذا الطفل للمجتمع من حوله. وعكس ما يظن إن المجتمع حوله يلفظه ويكرهه. يجب أخذ هؤلاء الأطفال إلى دار لرعاية الطفل لنبدأ بتعليمهم، وتدريبهم على أن يصبح إنسان نافع ينفع نفسه والمجتمع في شبابه. هؤلاء الأطفال هم ثروة بشرية للدولة، ويجب تعويدهم إلى كل ما هو نافع ومفيد بالحياة، حتى يتعلم كيف ينفع نفسه والآخرون. ولا يكون بمثابة جرم أو ثقل يعيش بالمجتمع، ويسبب خطراً عليه أيضاً .
علاج ظاهرة أطفال الشوارع :
١- إنشاء المؤسسات التي تهتم بمشاكل الطفل، وعمل بحث كامل على الأسر الفقيرة ومراعاة هؤلاء الأطفال. لإيجاد الحلول عند وجود أية مشكلة بحياتهم أي كانت مشكلة مادية تعوق تعليمه، وأكله وشربه أو مشكلة معنوية قد تؤثر على حياة الطفل.
٢- توافر دور الرعاية التي من خلالها إنقاذ الأطفال المشردين في الشوارع، بسبب التفكك الأسري أو آثر إقامة علاقة محرمة. وهنا يجب إنقاذ الطفل قبل أن يتغير أسلوب حياته، ويتعلم من الشارع ما يؤذيه.
٣- توافر الأخصائيين الإجتماعيين لمحادثة الطفل، وحلول المشاكل بحياتهم قبل أن تؤثر عليهم .