أخصائية تخاطب و تعديل سلوك و تنمية مهارات و باحثة ماچستير
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
منذ فترة ليست ببعيدة قمت باستفتاء علي مواقع التواصل الاجتماعي علي من هي المرأة الناجحة من تلك النساء :
١_ هل هي المرأة التي تعمل فقط و لاتريد الزواج
٢_ أم هي المرأة التي لاتعمل و وهبت حياتها لأسرتها
٣_ أم هي النوع الثالث : المرأة التي تستطيع العمل و أيضاً لديها القدرة علي رعاية بيتها وأسرتها
يُخَيَّل لبعض الناس أن المرأة الناجحة في حياتها هي المرأة التي تعمل و تعتمد علي نفسها ، و يُخَيَّل للبعض الآخر أن المرأة التي تعمل و تربي أولادها في نفس الوقت هي الناجحة لأنها تقوم بالمهمتان معاً ، و أن المرأة التي لاتعمل فهي إمرأة كسولة وليست ذات أهمية .
ولكن في الحقيقة الثلاث نساء ناجحات في حياتهن .
نعم .. كما رأيتم .. الثلاث نساء ناجحات .
نجاح المرأة ليس معتمداً فقط علي شئ معين و محدد تقوم به بل علي كيفية إنجازها لهذا الشئ و إكماله علي أكمل وجه ، أياً كان هذا الانجاز سواء في وجهة نظر البعض بسيط أو كبير و ذو قيمة ، فالمهم انها استطاعت ايجاد ذاتها و قدراتها و استطاعت إنجاز هذا الشئ .
فالمرأة التي تريد أن تعمل فقط و تحقق ذاتها وشخصيتها و لاتفكر في الزواج و تعتمد علي نفسها إمرأة ناجحة لأنها سلكت الطريق التي تريده دون الرضوخ لمعتقدات المجتمع بأن المرأة يجب أن تتزوج في نهاية المطاف ، لا بل هي كسرت تلك الفكرة و العادة و أثبتت أنها وحدها تستطيع النجاح و إثبات كيانها داخل العمل في المجال التي تختاره .
و المرأة التي لاتريد العمل و تريد أن تكون ربة منزل و تريد أن تهب حياتها ووقتها لأسرتها و تقوم برعايتهم و الاهتمام بهم فقط و لاتريد التركيز في أي شئ آخر ، فهي أيضاً إمرأة ناجحة .
و المرأة التي تريد إ تعمل بجانب بيتها وأسرتها و تستطيع أن تهتم بأسرتها و تعلو من قيمة نفسها و عملها و أسرتها وتستطيع الموازنة بينهم وعدم التقصير ؛ فهي أيضاً ناجحة (وهي قلة قليلة من تستطيع فعل ذلك) .
فالنجاح ليس بأن تجمع أهداف كثيرة لتحققها ، يمكن ان تظل حياتها حياتك بأكملها تسعي لتحقيق هدف واحد و تحققه بجدارة أفضل بكثير من أن تشغل بالك و فكرك بأهداف كثيرة فتتشتت و لاتحقق أياً منهم .
كل واحدة من هؤلاء النساء وضعن هدف معين أمامهن لتحقيقه و بالفعل قامت بتحقيقه بإنجاز لأن كل واحدة منهن تعلم جيداً مدي طاقتها و قدرتها التي تستطيع أن تسلك به أي طريق .
نجاحهم في أنهم استطاعوا أن يحققوا ماطمحوا إليه و ليس عدد الأهداف التي وضعوها لكي يصلوا إليها ، كل شخص وله طبيعته الخاصة و ميوله و اهتماماته و طاقته ؛ فيوجد بين كل شخص و آخر فروق فردية .
ففي أحد اللقاءات التليفزيونية سألت المذيعة الفنان نور الشريف رحمه اللّٰه (أنت بتغير من عادل إمام؟) أجابها ( عادل إمام ممثل كوميدي كويس جداً أنا كنور أقدر اعمل عمر بن عبدالعزيز ، أقدر أمثل ادوار تاريخية بلغة عربية فصحي غيري من المنثلين ميقدروش يعملوا كده ، لكن انا مقدرس اكون ممثل كوميدي زي عادل امام ارسم البسمة علي وشوش الناس) .
وغيرهم كثير من الأمثلة ، من وجهة نظري نور الشريف و عادل إمام و يحيي الفخراني و محمد صبحي ممثلين ممتازين و ناجحين جداً و لكن كل شخص لديه ميوله و قدرة أعطاها له الله لم يعطها لغيره لتجعله ينجح في مجاله .
الشاهد من هذا الموضوع أن كل شخص دكتور في مجاله.
و النجاح هو أن تعيش حياتك بأكملها تسعي لتحقيق هدف واحد بجدارة أفضل من أن يضيع عمرك و أنت مشتت بين أهداف كثيرة و تفشل في تحقيقها كلها.