almasalsharq
مقالات مشابهة
معلمة رياض أطفال و باحثة
ماجستير ذوى احتياجات خاصة .
” بكلامنا بنبى أبناءنا “
أولا : سوف أحكى قصة طريفة عن التشجيع .
سقطا ضفدعان فى حفرة عميقة ، فحاولا الخروج منها بالقفز بقوة ، بينما وقفت بقية الضفادع فوق تلك الحفرة وكانوا مدركين عمقها فقالوا لهما (لن تستطيعا الخروج مهما فعلتما فهذه الحفرة عميقة جداً ، توقفا فلم تجدا نتيجة . لكن الضفدعين أصرا على القفز والخروج إلى أن مات أحدهما بينما تابع الآخر القفز بالتزامن مع أصوات الضفادع الآخرى التى تنادى عليه ليتوقف عن تعذيب نفسه ومحاولة الخروج فى النهاية نجح فى الخروج من الحفرة وعندما سأله الجميع عن سر استمراره فى القفز رغم تحذيرهم له أجاب أن سمعه كان ثقيل ولم يفهم ما كانوا يقولون وكان يظن أنهم يشجعونه ليستمر فى القفز .
وهذا القصة تدل على أن التشجيع يجعل الصعب سهل ، وكذلك إن كان هناك أشخاص لا يشجعونك فلا تسمع لهم .
وعندما قراتها أدركت كم من مرة نحطم فيها أطفالنا فى اليوم ( بالكلام والتعليمات وبالإهانات والتهم والنظرات ) .
وهذه كلها لاتربى أطفال نحن نبنى شخصية أطفالنا بكلامنا لهم فعندما نقول للطفل أنت ذكى فسيحاول فعل ما أمكنه ليكون ذكياً . وعندما نقول للطفل أنت فاشل فسوف يحطم داخليا وسوف تزرع فجوة بينك وبين طفلك وسوف يصبح فاشلاً طوال حياته . وأقول للآباء والأمهات إذا لم تشجعيى طفلك فمن الذى سوف يفعل ذالك . والمجتمع الخارجى كيف ينظر له .
مع العلم أن التشجيع لا يكون بالكلام فقط فهو قد يكون بالاستماع لهم والنظر إلى الطفل عندما يتحدث إلينا أو بالابتسامة أو بكلمة لطيفة نقولها له أو بشكره على عمل قام به والأهم من هذا هو أن يعلم الطفل كم نحبه فعندما نملأ فى قلوبهم المحبة يصبحون أكثر تجاوبا لنا مع التشجيع .
ولابد دائما من إنتقاء كلمات التشجيع لأن كل كلمة نقد تتلقاها النفس تحتاج إلى تسع كلمات تشجيع لتطرد الأثر السلبى لهذه الكلمة من العقل الباطن .
فالنفس مخلوق رقيق حساس مثل الزهرة ينمو بالرعاية والرفق أما كلمات الذم فهى تسحق النفس وتحنيها وتدمر محتوياتها ونحن كأهل مؤتمنون على هذه النفس نسقيها بالمحبة وننميها بالتشجيع ونغذيها بالصلاة .
