..عاشت الحاجة حياة فى قرية صغيرة.كانت فى الستين من عمرها.لكنها كانت مؤمنة،فكانت مع هذا السن تصوم النوافل ..الاثنين والخميس من كل أسبوع..وايام البيض من كل شهر،وتكثر الصيام فى شهر شعبان اسوة بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .قالت لها ابنتها ذات مرة : ياامى إنك كبيرة فى السن ،لاترهقى نفسك بالصيام فى الأيام العادية ،وصومى فى رمضان فقط،فقالت لها الحاجة حياة :لاياابنتى،لقد روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال “صوموا تصحوا”والقولون ياابنتى ينام ويهدا فى الصيام،والمعدة تستريح،وهم كم ساعة يعنى ؟فالنهار يمر بسرعة.فاقتنعت ابنتها بما تقوله ،وعزمت هى الأخرى على الصيام.كانت ترضى الحاجة حياة بالقليل .تعيش غير طامعة فى شىء .تشكر الله على نعمه. الحاجة حياة لم تحج ، لكن الناس كانوا يلقبونها بالحاجة ،لكبر سنها ولإيمانها ولعقلها ورزانتها .كانت الحاجة حياة تبيع الخبز بجانب المعاش البسيط الذى تركه لها زوجها.راضية بما قسمه الله لها من الرزق مهما كانت بساطته.تشكر الله على نعمه مادام يوجد عندها صحة ،معللة ذلك أن الله أعطانا نعما كثيرة ،والدنيا زاءلة ..ويكفى النعم التى أعطاها الله لنا فى أجسامنا،فقد كان أهم شىء عندها فى الحياة عبادة الله ،وحب الناس ، وحب الخير.كانت تذهب إلى المسجد ،وتسمع مايقوله إمام المسجد من مواعظ ،وتعمل بها رغم قلة تعليمها..كانت تسعى للإصلاح بين المتخاصمين ..كما كانت تزور المرضى ،وتدعو لهم بالشفاء العاجل،وكل من يحتاج إلى مساعدتها فى القرية لا تتأخر عنه.عاشت الحاجة حياة متفائلة عاملة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم “تفاءلوا الخير تجدوه” فكانت تجد الخير فى كل شئ..اخلصت العبادة لله ،وأحبت لقاء الله .توفيت الحاجة حياة تاركة ذكرى طيبة فى قلب كل من عرفها.
شاهد أيضاً
جزيفازا- الحلقة الثالثة- بقلم دعاء زيان – جريدة الماس الشرق
ظلت نيرة تتملقني بنظرات حائرة، ثم ربتت علي كتفي في هدوء وقالت_ بابا إيه رأيك …