بقلم خبيرة الإتيكيت والعلاقات الإنسانية دكتورة دعاء بيرو
ساعات قليلة تفصلنا عن الإعلان عن نتيجة الثانوية العامة للعام الدراسى ٢٠٢٠ /٢٠٢١ ..والتى تتعامل معها الأسر المصرية على أنها مسألة حياة أو موت..ولحظة إعلان النتيجة يعد سلاح ذو حدين فإما أن تمر هذه اللحظات بسكينة وهدوء نفسى أو تصيب الطالب بالعقد النفسية التى تستمر معه طيلة حياته وكل هذا يتوقف على ردود أفعال الأهل وطريقة التعامل مع الابن والابنة
ومن هنا لابد من تغيير ثقافة وعقلية الأهالى المصرية للتعامل مع نتيجة الثانوية العامة بطريقة حضارية إيجابية حتى لا يتأثروا نفسيا ومن ثم الضغط على أبنائهم و تأنيبهم وهو الأمر الذى قد يدفعهم للانتحار .. ولهذا إليكم بعض إتيكيت وأصول التعامل مع الأبناء بعد ظهور النتيجة :
*يجب على الآباء والأمهات التحكم فى ردود أفعالهم حال ظهور النتيجة .
- يجب على الأهالى التعامل مع ظهور النتيجة مهما كانت عكس توقعاتهم ومخيبة للآمال بمنطقية وعقلانية واستقبال الصدمة بهدوء شديد و التعامل مع الأبناء بسكينة وهدوء نفسى للبعد عن التوتر والإحباط لأنهم فى النهاية فى سن المراهقة والضغط عليهم من الممكن أن يدفعهم بسهولة إلى الانتحار كما رأينا عدة حالات فى السنوات السابقة .
*على جميع الأهالى أن تأهب نفسها وأولادها لمختلف السيناريوهات فيما يتعلق بنتيجة الثانوية العامة .. فبدلا من استخدام أسلوب اللوم والعتاب معهم يجب على الأهالى مساعدة الأبناء فى رسم خطة بديلة لمستقبلهم ومعرفة نقاط القوة التى يتمتعون بها والسمات التى تميزهم عن غيرهم.
*تهدئة الأبناء..عند حزن وبكاء الأبناء من النتيجة التى قد تكون خالفت توقعاتهم ومستقبلهم الذى رسموه بعناية شديدة.. يجب على الأهالى تفهم مشاعرهم و التعامل مع نوبات الغضب بنضج وصبر وذكاء كمحاولة تهدئتهم ببعض العبارات الإيجابية .
*مكافأة الطالب على مجهوده أيا كانت النتيجة
*عدم المبالغة فى الحزن أو العقاب .. حيث أنه ليس حلا.
*عدم المبالغة فى تقديم المكافآت للحاصلين على النتائج العالية حتى لا يشعر الطالب وقتها بأنه متميز يستطيع أن يحقق ما أراد مما قد يحيد بسلوكه إلى الغرور دون أن يدرى
*التخفيف عن الطلاب من خلال الخروج أو التنزه وعيش الحياة بدون أى ضغط و كأنها سنة عادية وامتحان عادى
*الإدراك الجيد لأولياء الأمور أن المجموع لا يعبر إلا عن قدرات الطالب وهذا لا يقلل منه شىء فلكل شخص قدراته الخاصة.
*يجب ان تبتعد الأهالى عن أسلوب ( المعايرة) والمقارنات بين ابنها أو ابنتها وبين أقرانهم فى المجموع .. أو استخدام العنف والضرب فى التعامل مع الأبناء أو استخدام الشتائم والسب فى الكلام معهم حتى لا يؤثرن على حالتهم النفسية بشكل سىء.
*يجب أن يتذكر الأهالى جيدا أن الطلاب قد عانوا كثيرا فى ظل جائحة الكورونا وقضوا عاما صعبا لذا فدورهم الآن أن يطمئنوهم بأن القادم افضل إن شاء الله و يخففوا عن الأبناء الحزن و القلق والتوتر ومساعدتهم فى تقبل النتيجة والبحث عن أفضل الكليات والمعاهد التى تتناسب مع المجموع الكلي للطالب والميول والقدرات التى يمتلكها فهذا سيكون بالفعل أفضل مايمكن أن يقدمه الآباء والأمهات لأولادهم فى تلك الفترة بعد قضاء عام طويل شهد العديد من الضغوطات النفسية..
*عدم إجبار الأبناء على دخول كليات لا يريدونها حتى لو مجموعهم كبير يحق لهم دخول كليات كطب أو هندسة..بل علينا الاستماع لرغباتهم وأهدافهم و موافقتهم على دخول كليات يرون فيها تحقيق ذاتهم و أهدافهم وتتناسب مع قدراتهم الشخصية.
*يجب أن يتحدث الأهالى مع الأبناء ويقولون لهم أن الثانوية العامة ليست نهاية المطاف فالحياة مليئة بالأهداف والمراحل….فهناك العديد من الشخصيات العامة والنماذج المشرفة بالمجتمع لم يحالفها الحظ فى الالتحاق بكليات القمة ولكنهم بالاجتهاد فى الدراسة وبتطويرهم لمواهبهم و مهارتهم.. أصبحوا أشخاصا مميزين فى المجتمع .. فالمجتمع يحتاج لجميع التخصصات والمهارات وليس الأطباء والمهندسين فقط.
*مهما حدث ومهما كانت النتيجة غير مرضية لكم احتفلوا أيها الأهالى مع أولادكم وشاركوهم فرحتهم وانشروا البهجة والتفاؤل بالمنزل واجعلوا جميع أفراد الأسرة تقدم التهانى والمباركات لهم.. ..قدروا تعبهم ومجهودهم خلال سنة عصيبة من التعب والمجهود الذهنى والعصبى والمادى وتذكروا دائما قول الله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) صدق الله العظيم