ماجيستير التوحد من جامعه القاهره مدرب ومشرف ع البرامج التربويه لذوى الاعاقه
نحتفل هذه الايام بيوم الاب العالمى ولما للاب من دور كبير واساسى وفعال فى حياة ابنائه فهو الامان والداعم والقدوة فيلعب ايضا الاب الدور الاكبر فى حياة طفلة من ذوى الاعاقة ، فمن أهم واجبات الاب وكل افراد الأسرة أن تكون هي الداعمة والمحفزة له، كذلك من المهم جدًّا ألا تكون الأسرة هي مصدر التهميش في المجتمع أو إشعاره بأنه عالة أو عبء عليها، حتى لا يفقد الثقة في نفسه، لأن أهم ما يحتاجه الابن في هذه الظروف هو الثقة التي لا تأتى إلا من الاب وكل افراد الأسرة، والتي أرى من وجهة نظري أنها اللبنة الأساسية التي يبني عليها الطفل ثقته في المجتمع والمحيطين به.
تجربة معايشة الطفل ذي الاعاقة لها آثار عميقة على الأسرة والأشقاء، وعلى الأسرة الممتدة بأكملها ذلك أنها تجربة مشتركة ممكن أن تؤثر على جميع جوانب أداء الأسرة، ويحتمل الجانب الإيجابي منها توسيع الآفاق وتقليص حجم المشكلة، وزيادة الوعي وقوة الترابط الداخلي لدى أفراد الأسرة، وتعزيز التماسك الأسري، وتقوية الصلات بجماعات المجتمع أو المؤسسات الدينية. أما احتمالية الجانب السلبي؛ فلها آثار بعيدة المدى تعتمد على نوع الحالة وشدتها، ويؤثر فيها عوامل متعددة مثل: الوقت، والتكاليف المالية، والمطالب المادية والعاطفية، والتعقيدات اللوجستية المرتبطة بتربية الطفلِ ذي الاحتياجات الخاصة، وظروف الأسرة المالية، ومواردها المتوفرة لديها وما يرتبط بذلك من استنزاف جسمي وعاطفي. أما بالنسبة للآباء والأمهات فإن وجود الطفل ذي الاعاقة قد يؤثر سلباً على الصحة العقلية والجسدية لديهم مما يؤدي إلى زيادة التوتر، خاصةً إذا توافق ذلك مع صعوبة العثور على الرعاية الطبية المناسبة بتكاليف معقولة، كما يؤثر على القرارات الأسرية المتعلقة بشؤون العمل خارج البيت والتعليم/ التدريب على معايشة هذا الطفل، ووجود طفل آخر في العائلة. وقد تزداد الأمور تعقيداً إذا رافق تلك المشكلات مشاعر اللوم والشعور بالذنب، وانخفاض احترام الذات لديهم، فكل هذه الآثار المحتملة تنعكس سلباً على نوعية العلاقة بين الوالدين، والترتيبات المعيشية، والعلاقات المستقبلية وبنية الأسرة، ومن ثم تؤثر سلباً على الصحة النفسية للطفل ذي الاعاقة.
دور الأسرة في احتضان الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة
يُفترض أن يحظى الطفل ذوى الاعاقة بجو أسري ذي علاقات متينة وسليمة لتنمو لديه مهارات اجتماعية من خلال توفير قاعدة آمنة وسليمة لاستكشاف بيئته الاجتماعية وتقوية نقاط القوة وتجنب نقاط الضعف لديه، ومن خلال مشاركة أسرته ومتابعتها للأنشطة التي بالإمكان أن يتقنها في أماكن تواجده ومنها المدرسة ومن فيها من زملاء وأساتذة، وتتصف هذه الأسرة بغاية التماسك والمثالية، والديمقراطية .
وقد حُددت نقاط القوة الأسرية بأنها: مجموعة من العلاقات والعمليات التي تدعم حماية الأسرة وأفرادها، خاصة في أوقات الشدائد، وتساعد على الحفاظ على تماسك الأسرة وتطويرها وزيادة رفاهية أفرادها. كما ويؤكد الدعم الأسري على تعزيز مواطن القوة من خلال تقوية الموارد سواء كانت وجدانية، أم مادية، أم علاجية، أم إعلامية، أم إستراتيجية تهدف إلى تعزيز التنمية، والتعليم، والمنافع، لتعزيز وجود وتمكين حياة الأسرة .
أهم النقاط التي يجب مراعاتها لتعزيز ثقة الطفل ذوى الاعاقة في نفسه :
استقلالية طفلك هي أهم شيء، بحيث يكون شخصًا معتمدًا على نفسه في أبسط الأمور، حتى تخلق منه فيما بعد شخصًا قادرًا مع الوقت على الاستقلال بحياته. القدرة على إكسابه مهارات التواصل مع الآخرين، لأنها مهمة جدًّا له في حياته العملية فيما بعد. الثبات الانفعالي، بمعنى أن الأسرة تجعله قادرًا على تحمل النقد او التنمرالذي قد يتعرض له بسبب الإعاقة. إكسابه الثقة في قدراته وأنه يستطيع فعل ما يريد. مساعدة الطفل في إثبات ذاته أمام نفسه وأمام الآخرين. في الحقيقة إذا لم تمكنه الأسرة من هذه العناصر السابقة، ستخلق شخصًا ضعيفًا مهزوزًا لا يستطيع التعايش في المجتمع، وسيتحول لمعاق فعلًا.
اهم النقاط التي يمكن ان تساعد الأسرة بها الطفل من ذوى الاعاقة على الانخراط في المجتمع وتجنيبه الانطوائية:
عدم التهميش واعتباره ابنًا من الدرجة الثانية، بمعنى إشعاره بالشفقة والعطف عليه، بل يجب عليهم الحرص على مشاركته الفعالة في كل شيء، وأخذ رأيه مثله مثل الابن غير المعاق، وإبداء النصيحة له أو توجيهه فقط، وترك القرار النهائي له هو فقط دون أي تدخل من الأسرة. ببساطة تتركه وتشجعه على اللعب والتعامل مع الاقران والزملاء، حتى يتقبلوه ويتقبلهم، وهذا سينعكس بشكل كبير في تفاعله مع المجتمع فيما بعد.