“لا تترك ابنك ومن تحب حزينًا وحده.. كن معه لتداوي ألمه” بقلم مروه حمدى – باحثه دكتوراه جامعة عين شمس

في الحياة، نلتقي بأشخاص يصبحون لنا أكثر من مجرد أصدقاء أو أقارب؛ يصبحون جزءًا من أرواحنا، من تفاصيل يومنا، من لحظات فرحنا وحزننا. ولكننا أحيانًا، دون قصد، نجرحهم بكلمة أو تصرف، أو نقسو في لحظة غضب، ونتركهم يغرقون في حزنهم بمفردهم، ظنًا منا أنهم “يحتاجون وقتًا ليهدأوا”. الحقيقة أن هذا أكبر خطأ يمكن أن نرتكبه في حق من نحب.
الحزن لا يُعالج بالوحدة
حين يشعر الإنسان بالحزن، خاصةً من شخص يحبه، لا تكون الوحدة دواءً، بل تزيد من ألمه وتضاعف من مشاعر الخذلان والوجع. ترك من نحبهم وحدهم وقت الزعل يجعلهم يشعرون أننا لا نهتم، أننا لم نعد نراهم مهمين كما كانوا. وفي كثير من الأحيان، هذا الشعور يكون أصعب من سبب الزعل نفسه.
وجودك هو الاعتذار الحقيقي
لا تنتظر أن “يهدأ” من تحب حتى تذهب لتصالحه. اذهب إليه فورًا، اجلس بجانبه، حتى وإن لم تقل شيئًا، فقط كن موجودًا. أحيانًا، وجودك وحده كفيل بأن يُطفئ نيران الغضب ويُزيل آثار الجرح. لا تجعل الكبرياء يمنعك من أن تكون سندًا وبلسمًا لمن تحب.
لا تؤجل المواساة
المواساة لا تأتي بعد انتهاء الحزن، بل تُقدَّم في لحظاته الأولى. لا تقل: “سأتركه قليلاً، ثم أرجع”، فربما هذا القليل يترك أثرًا لا يُمحى في قلبه. وربما، حين تعود، تجده لم يعد بحاجة إليك.
شارك في نسيان الألم
حين تبقى بجانب من تحب، وتُظهر له أنك تشعر بألمه وتحزن لحزنه، فأنت تساعده على تجاوز ألمه بسرعة. صدقًا، لا شيء يُطمئن القلب ويُهدئ النفس أكثر من شخص صادق، يقترب في وقت الانكسار بدلًا من أن يبتعد.
لا تترك من تحب زعلانًا بمفرده، فالحب الحقيقي لا يهرب وقت الزعل، بل يظهر فيه. كُن مع من تحب في لحظات ضعفه، كما كنت معه في لحظات قوته. لا تجعل الزعل يكبر بسبب الغياب، بل اجعل المحبة تنتصر بالحضور.
خطوات للتعامل مع الزعل مع الشخص اللي بنحبه:
١- معرفه السبب بصدق
الفهم أول خطوة للتعامل بحكمة.
٢- روحي له فورًا واتكلمي
ما تسيبيش الوقت يمر وتفكري “لما يهدى هتكلم معاه كلمات بسيطة دي تفرق جدًا وتحسس الشخص بالأمان.
٣- اسمعيه من غير ما تقاطعيه
لو قرر يتكلم، اسمعيه بهدوء
ما تقاطعيش وكونى مقدّرة وجعه ومشاعره.
٤- اعترفي بغلطك (لو كنتي غلطانة)
مافيش حاجة تكسر الزعل زي الاعتراف الصادق
الاعتذار مش ضعف، ده قوة ومفتاح القلوب.
٥- حضن أو لمسة بسيطة مشاعر الزعل بتدوب بحضن صادق أو حتى لمسة على الكتف دي لغة تانية للحب ما تحتاجش كلام.
٦- خليه يحس إنك مش مستعجلة
ما تقوليش يلا خلاص بقى، كبر دماغك خليه ياخد وقته، بس يحس إنك معاه، مش سايباه.
٧- ذكّريه بحبك ليه قولي له
أنا بحبك، وعشان كده مش قادرة أسيبك زعلان. إحنا دايمًا بنعدي الزعل سوا، وهنعديه المرة دي كمان.
٨- اعملي حاجة تفرحه
ممكن تجيبي له حاجة بسيطة بيحبها، أو تفتكري موقف مضحك بينكم، أو حتى تشغلي أغنية بتفكركم ببعض.
الحاجات الصغيرة دي بتعمل فرق كبير.
٩- اتعلمي من اللي حصل
بعد ما الزعل يخلص، اتكلموا في هدوء إزاي نتفادى كده تاني؟
تحب أتصرف إزاي لو حصل حاجة مشابهة؟
١٠- ما تسيبيش الزعل يبات
حاولي دايمًا تصلحي الأمور قبل ما تناموا. الزعل اللي بيبات بيكبر ويأثر على العلاقة أكتر.
الناس مش بتزعل من حد ما بتحبوش، والزعل معناه إن في مشاعر كبيرة بينكم.
بس أهم حاجة إننا نتعلم نكون سند لبعض، مش سبب في إن حد يحس بالوحدة أو الخذلان.
دمتم سالمين 🌹