الامومه والطفوله والصحة النفسية

الأم النرجسية …بقلم د/ وسام فاروق استشارى نفسى واسرى وعلاقات زوجية

انتشر مؤخرا الحديث كثيرا عن اضطراب الشخصية النرجسية بشكل عام.. وذلك لانه اضطراب موجود فى كثيرين حولنا دون ان ندرى ، بل ويعانى كل من يتعامل معهم ويدخلون فى دائرة الالاعيب النفسية التى يلعبها معهم النرجسى …
ولكن الأصعب والأخطر ان تكون الام هى من تصاب بهذا الاضطراب ..
لأنه بالطبع ينعكس على اولادها دون وعى منهم ، ولن يتقبلوا ابدا فكرة أن أمهم غير متزنة او حتى مخطئة
فدائما الام هى مصدر الحنان والجيش الاول لابنائها يصدقون كل كلامها دون تفكير
ولكن حينما تكون الام نرجسية نجدها توجه دائما اللوم والعتاب لابنائها على اتفه التصرفات وماعليهم غير الخضوع لطلباتها مهما كانت
وان لم يخضع احدهم تجد وسيلتها الوحيدة ليست الاوامر او العنف خاصة لو ابنائها كبار
تجدها فقط تستعطفهم بحجة رضاها عنهم او بحجة المرض او انها محتاجة لهم او قلقة عليهم
وان هذا فقط من منطلق الحب ..
وبالطبع يصدقوها جدا ، ويخضع الابن او الابنة لكل ماتريد دون وعى
تجدها تبحث عن اخبارهم بكل تفاصيلها وتجعلهم دائمين الاتصال بها طوال اليوم حتى تظل ملمة بالاحداث
وتغضب كثيرا لو أخفوا عنها اى معلومة عن حياتهم
تجدها تحركهم جيدا دون اوامر او شكل واضح
وعادة يكون احد ابنائها هو من اختارته لكى يكون المطيع والمنفذ لرغباتها وهو غالبا الابن الضعيف فى ابنائها او الطيب الحنون كما توهمه هى دائما..
وقد يرث ابنائها النرجسية منها بنسب متفاوتة حسب وعى كل منهم بشخصية الام وتصرفاتها
فمنهم من يعرف حقيقتها ويتعامل معها على ذلك وحينها لاتستطيع ان تعامله ابدا مثل اخوته
من اسوء الشخصيات هى الشخصية النرجسية ولكن الأبشع ان تكون فى أم…
لانها تؤثر على حياة ابنائها بشكل واضح
فلا يكون اى منهم شخص متزن ابدا
نجد منهم البخيل وعلاقاته بالاخرين قائمة على الحسابات فقط
ومنهم الضعيف المسالم اللى بينفذ لأمه ماتطلبه مهما كان
ومنهم الخبيث الذى يحاول دائما ان يتنصل من اى مهمة او مسئولية
والبعض منهم قد لايتزوج بسبب الام وخدمته ليها او احساسه بضرورة وجوده جمبها
ولكن الأكيد ان جميعهم سيكونوا غير سعداء فى حياتهم لانهم اتربوا على مفاهيم مغلوطة من العطاء
وقد تخرب حياتهم الزوجية ايضا بسببها ولكن بشكل غير واضح
فهى المخرب الاساسى لحياة ابنائها وسعادتهم ولكن فى الخفاء دون ان تظهر فى الصورة
لان عادة الشخص النرجسى لايحب المواجهة ابدا ..
فهو المدعى الاول انه مسالم ..
وللاسف لاعلاج لمثل هذه الحالات
سوى ان يعلم ابنائها جيدا بحقيقة مرض واضطراب الام حتى يستطيعوا ان يتعاملوا معها بالشكل الذى لايخرب عليهم حياتهم
وايضا دون التقصير فى حقها كأم
يتعلموا الا يخلطوا بين الأمور ، يعلموا حقوقها فقط وهى المطالبين بيها كالرعاية
ولكن الاهم يعلموا حقوقهم هم فى الحياة حتى لاتسلبهم هذه الام حقهم فى ان يعيشوا سعداء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى