النهايات أخلاق..بقلم د/ وسام فاروق – استشارى نفسى وعلاقات اسرية وزوجية

نسمع هذه المقولة كثيرا ..ويرددها الكثيرين دون وعى منهم بمعناها الحقيقى ..
ولكن تبدو معانيها واضحة جدا وقت النهاية الحقيقية ..
عندما يقرر طرفين او احدهم ان يكتب سطور النهاية ولكن يرفض الاخر ان تكون السطور واضحة وبخط جميل كما كانت حلاوة البدايات
حينما يقرر احدهم ان يترك اخلاقه جانبا اذا كانت موجودة ..
حينما يقرر ان تكون النهاية مؤلمة لاتحمل اى معنى من معانى الوفاء والاخلاص واحترام العشرة او العيش والملح او حتى الحب
حينما ينسى الايام الحلوة التى وُجدت يوما ما..
ويقرر فقط الانتقام او العند باسوء صورة ، وهو لايعلم انها طريقة اللاعودة ، بل ايضا طريقة يمحى من خلالها اى مشاعر جميلة كانت موجودة يوما ، لايعلم انه اقصر طريق للنهاية تجعل الطرف الآخر يأخذ قراره بالبعد بسهولة ولا يحزن يوما على البعد او الفراق
بل يحزن انه استمر طوال هذا الوقت مع انسان ظنه فيه الخير ولكنه كان يختبأ تحت قناعه الوهمى قناع آخر ملئ بكل المعانى والمشاعر السلبية
يتأكد انه لم يكن اختياره الصحيح ابدا
يتأكد انه لم يكن يحبه يوما وكل ماقدمه كان مزيفاََ..
الجوهر الحقيقى للانسان يظهر بوضوح وقت الشدة والمشاكل والمواقف..
لان الانسان النظيف ذو الاخلاق العالية تجده
يتحدث بكل الحب والود مهما كان الاختلاف
تجده يتذكر الايام الجميلة والعشرة الطيبة يوما ويفعل لأجلها
تجده لا يجعلك عدوا ابدا مهما حدث ومهما كان الفراق
تجده باقِِ على الذكرى رغم البعد
تجد أخلاقه تتحدث عنه مهما حدث
مهما اخطأ من حوله لا يفعل ولايسمع منهم
يغلق أذنيه عن كل نصيحة غير مناسبة له قائلا ..هذا غير لائق ..كان يوما حبيب
اما من يبحث عن المكسب والخسارة
ويسعى لألمك وتشويهك
يخطط من اجل الانتقام
يتصرف بوقاحة ويخرج عن المالوف
يبيع كل ماكان من اجل ان يكسب حاضر مزيف
يسعى فقط لاخضاعك لقراراته رغم انفك دون سعى منه او دون البحث عن الخطأ والمشكلة الحقيقية واصلاحها..
فاعلم جيدا انه لم يكن بما يظهر عليه من قبل
كان مجرد قناعا من اجل المصلحة ..ليس اكتر
من اجل عطاؤك الدائم ..
وحينما توقفت ولم يعد منك فائدة ظهر معدنه وتربيته واخلاقه الحقيقية ..
ووقتها اعلم انك حتما اخترت النهاية الصح .. قد تكون تأخرت كثيرا
ولكن لا تحزن …ان ترحل متأخرا خيرا من ان تظل فى الوحل