الامومه والطفوله والصحة النفسية
صمت الذكر… وصراخ الأنثى” بقلم: د. ندا حماد – أخصائي تأهيل نفسي وإرشاد أسري – لايف كوتش معتمد

- حين يُربّى الذكر على الصمت… وتُترَك الأنثى تصرخ وحدها!
- تلك الفجوة الخفية التي تبدأ من الطفولة… وتنفجر في قلب العلاقة.
- ١. الفروق السيكولوجية والاتصالية :
- كثير من مشكلات الرجل مع المرأة تبدأ من عدم فهم كل طرف لطبيعة الآخر. فالرجل يميل للصمت في الأزمات ويفضل العزلة للتفكير، بينما المرأة تخرج مشاعرها بالكلام وتحتاج شريكا يستمع .
- غالبا ما يؤدي تجاهل الأهل لهذه الفروق إلى تنامي سوء الظن والاتهامات المتبادلة بين الزوجين لاحقًا.
- ٢. خطأ تربية الذكور على الامتياز والقوة :
- في كثير من الأسر العربية، للأسف، يربى الذكر على أنه الأفضل أو الأحق، ويكتسب مع الوقت شعورا بالسلطة على أخته ووالدته.
- يغفل الأهل تعليمه تحمل المسؤولية أو احترام مشاعر المرأة، فتنشأ شخصيته معتمدة على تلبية رغباته بسرعة دون اعتبار لشريكة الحياة .
- ٣. غياب تعليم الذكر التعبير عن المشاعر :
- يربى الكثير من الذكور على كبت مشاعرهم بدعوى أن “الرجولة أن لا تبكي أو تضعف”، مما يجعلهم في العلاقات مع المرأة عاجزين عن النقاش العاطفي أو المصارحة.
- هذا يدفع المرأة للشعور بالوحدة أو الإهمال، في حين يظن الرجل أن البُعد أو الصمت حل للمشكلات .
- ٤. الصراع على السلطة والأدوار :
- التربية التقليدية للذكور ترسخ فكرة الهيمنة والتحكم، فلا يتعلم الشاب مشاركة المرأة أو احترام رغباتها في أخذ القرارات أو النقاش حول تفاصيل الحياة.
- تصر المرأة على المشاركة، ويصر الرجل (أسير الأفكار القديمة) على السيادة، فتتولد المشكلات بلا نهاية .
- ٥. الخوف من التغيير وفوبيا فقد السيطرة :
- تكبر الفتيات وهن يتعلمن المرونة والتكيف نظرا لضغوط المجتمع، بينما يكبر الذكور في أجواء تسمح لهم بفرض رأيهم.
- في الزواج يواجه الرجل مصاعب في القبول بالتغيير أو التنازل، بينما المرأة تظل المبادِرة في طلب إحداث التطوير أو النقاش .
- ٦. فشل الأهل في القدوة والتوجيه :
- إذا رأى الطفل الذكر والده يسيء معاملة والدته أو يتجاهلها، يكتسب نفس الأسلوب ويتحول إلى رجل لا يقدر المرأة، فيستمر مسلسل سوء الفهم والظلم الحياتي. الأهل مسؤولون عن زرع قيم الاحترام المتبادل والمشاركة وليس التغاضي عن سلوك الأولاد السيء بدعوى أنهم “ذكور” .
- خلاصة:
- مشكلات الرجل مع المرأة في مجتمعاتنا ليست طبيعية أو أبدية، لكنها نتيجة تراكم أخطاء تربوية واجتماعية.
- التربية الذكورية الخاطئة تصنع رجال لا يجيدون فهم ولا مشاركة ولا احترام المرأة، والنتيجة دائرة مشاكل بين الطرفين.
- الحل يبدأ من الأسرة “علموا أولادكم التعبير عن المشاعر وتحمل المسؤولية والاحترام الحقيقي، فالعلاقات السوية تبدأ من بيت واع وسلوك ناضج.”