“البيدوفيليا: هوس الأطفال… جريمة تهدد براءة المستقبل”بقلم: [د. داليا علي عبد العزيز ] باحثه دكتوراه الصحه النفسيه والإرشاد الاسري

.
البيدوفيليا، أو هوس الأطفال، ليست مجرد انحراف شاذ، بل هي جريمة بشعة تستهدف أثمن ما نملك: براءة أطفالنا. إنها شهوة مرضية تدفع مرتكبيها لاستغلال ضعف الأطفال وثقتهم، وتحويل حياتهم إلى كابوس أبدي.
هذا الهوس المدمر لا يقتصر على الاعتداء الجسدي، بل يمتد ليشمل أشكالًا أخرى من الاستغلال، مثل التحرش اللفظي والنفسي، واستخدام الأطفال في المواد الإباحية. كل هذه الأفعال تترك ندوبًا عميقة في نفوس الضحايا، وتؤثر على صحتهم النفسية والاجتماعية على المدى الطويل.
إن انتشار البيدوفيليا في مجتمعاتنا يمثل تهديدًا حقيقيًا لنسيجنا الاجتماعي وقيمنا الإنسانية. إنه يستلزم منا جميعًا، أفرادًا ومؤسسات، الوقوف بحزم في وجه هذه الجريمة ومكافحتها بكل الوسائل المتاحة.
ف البيدوفيليا (pedophilia) هي اضطراب نفسي يتصف بالانجذاب الجنسي الشديد والمتكرر للأطفال خاصه قبل سن البلوغ ويصنف هذا الاضطراب ضمن فئه الشذوذ الجنسيه في الدليل التشخيصي والاحصائيات الاضطرابات النفسية (DMS5) .
ويختلف عن الاعتداء الجنسي علي الأطفال ف البيدوفيليا هي حاله انجذاب اما الاعتداء الجنسي هو السلوك الفعلي الذي قد يرتكبه الشخص الذي يعاني من البيدوفيليا.
كيف نحمي أطفالنا من هذا الخطر؟
- التوعية: يجب تكثيف حملات التوعية حول مخاطر البيدوفيليا وكيفية التعرف على علاماتها، وتثقيف الأطفال حول حقوقهم وكيفية حماية أنفسهم.
- اليقظة: على الأهل والمربين أن يكونوا يقظين وملاحظين لأي تغييرات في سلوك الأطفال أو مؤشرات تدل على تعرضهم للإيذاء.
- الإبلاغ: من الضروري تشجيع الأطفال على الإفصاح عن أي تجربة سيئة يمرون بها، وتوفير قنوات آمنة للإبلاغ عن حالات الاعتداء.
- القانون: يجب تطبيق قوانين صارمة تجرم البيدوفيليا وتوقع أقصى العقوبات على مرتكبيها، مع ضمان حماية ودعم الضحايا.
- الدعم النفسي: توفير الدعم النفسي المتخصص للأطفال الذين تعرضوا للاعتداء، ومساعدتهم على تجاوز الصدمة وبناء مستقبل صحي.
إن حماية أطفالنا مسؤولية مشتركة، ولا يمكن التهاون فيها حيث انها جريمه لا تغتفر ولا يمكن السماح لتلك الذئاب البشريه بالانتشار أكثر وتهديد حياتنا السويه. ولابد من مواجهة البيدوفيليا بكل قوة وحزم، لنساهم في بناء مجتمع آمن وسليم لأجيال المستقبل.