السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهلاً بكم في سلسلة مقالاتي و التي نتكلم فيها عن المشكلات السلوكية التي تواجهها الام مع طفلها و كيفية علاجها ، و لكن مقالتي اليوم مختلفة لأننا سنتكلم فيها عن موضوع مهم جداً يجب تسليط الضوء عليه وهو ( ازاي لمايكون عندي طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة اتقبله نفسياً ومعنوياً ، وازاي اقدر اتعامل معاه بالطريقة الصحيحة .
في بداية الحديث يجب أن نتذكر قول الله تعالي :
بسم الله الرحمن الرحيم ” وَ عَسَي أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرُُ لَكُمْ وَ عَسَي أَنْ تُحٌبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَ اللّٰهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ” صدق الله العظيم
فكثيراً من الاهل إن ماكان أغلبهم عندما يرزقهم اللّٰه بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يكونون ناقمين علي تلك النعمة ويظلون يرددون ( ليه انا يارب ! مكنتش عايز طفل معاق ) ، ولكنهم لايعلمون أنه خير لهم و أن اللّٰه يفتح لهم باب من أبواب الجنة جزاءً إذا قاموا بإحسان تربية ذلك الطفل .
هناك بعض الاعل عندما يرزقهم الله بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة لايزعجهم الامر بل يجيدون التعامل مع الطفل ولايقصرون في حقه في شئ ، و البعض الاخر ينزعجون كثيراً بل وتصل بهم الصدمه بالتجرد من مشاعر الانسانية و التخلي عن الطفل كوضعه في في دور رعاية او رميه في القمامة وجعل هذا الطفل يتيماً وابواه احياء يرزقون ، او بالاحتفاظ بالطفل مع عدم تصديق ذلك كوضع الطفل في المنزل فقط يأكل ويشرب دون تعليم ، دون علاج ، دون رعاية او اهتمام من نوع خاص ، وهناك بعض الاباء عندما يقومون بالكشف المبكر واكتشاف وجود اعاقة ظاهرة علي الطفل وهو مازال في رحم الام يقررون التخلص منه سريعاً قبل الولادة ، وهناك من يقومون بإلقاء اللوم علي بعضهم بعدم الحرص علي الطفل او بإلقاء اللوم علي الاجهزة الطبيه و علي الاطباء اثناء الولاده و ينسون بأن كل ذلك اختبار من الله لقياس مدي صبرهم ورضاهم ليُجازيهم عن الاحسان احساناً .
ولذلك فهناك بعض النقاط اللتي يجب أن تتبعها الاسرة عند وجود حمل او وجود طفل ذوي احتياجات خاصة :
- التدخل المبكر عند الحمل .
*اتخاذ الاجراءات اللازمة و اتباع قواعد الطبيب لتلافي اي اعاقه . - عند الولادة عندما يعلم الام و الاب انهم رُزقوا طفل ذوي احتياجات خاصة يجب ان يحمدوا الله علي عطاياه وأن هناك حكمة في ذلك .
- محاولة تقبل وجود طفل ذوي احتياجات خاصه اياً كانت الاعاقة وعدم الخجل منه.
- محاولة عدم نكران وجود اعاقة ناتج عن الصدمة .
*عدم الاساءة الي الطفل لان ليس له ذنب في ذلك . - عدم وضع آمال غير حقيقية بأن طفلهم ليس مُعاقاً ، بل وضع آمال حقيقية كتقبل بأن طفلهم مميز وتصديق ذلك .
- عدم إبعاد الطفل عن أعين الناس ووضعه في مكان منعزل في البيت ، لابل يجب التفاخر به و أن يخرج ويري الناس و يختلط بهم ومن حقه أن يري الرعاية و الاهتمام كاملين مثله مثل الطفل العادي لانه بشر .
- التكلم الدائم عنه بطريقة جيدة امام الناس كأخوته وأقاربه وجيرانه ، وان يشعروهم بانه جميل ومميز ممايجعلهم هم ايضاً يشعرون بمحبة وتقبل تجاهه وعندها ستتعزز ثقة الطفل بنفسه .
- الكشف الدائم والمبكر للطفل أولاً لمعرفة نوع الاعاقة ولمعرفة كيفية التعامل معها وثانياً لمعرفة ما اذا كان الطفل يعاني من اي مشاكل اخري .
- يجب علي الوالدان القراءة الكثيرة عن الاعاقة التي اصابت طفلهم لمعرفة كيفية التعامل معها .
- يجب عندم اهمال الوالدان بتعليم ابنهم لأنه من حقه عليهم أن يجيدوا تعليمه عن طريق إدخاله مدارس خاصة باعاقته .
- اهتمام الوالدان بالطفل ولكن ليس الاهتمام الزائد حتي لايفسد وعدم القسوة الزائده حتي لا ينكسر ، بل نعادل المعاملة مع الطفل عن طريق ايلاءه المعاملة المُثلي و الجيدة .
*تعليم الطفل منذ صغره كل شئ حوله . - أن يؤمنون بقدراته الخاصه .
- يجب أن تتشارك كل الاسره علي رعاية الطفل ولايلقون مسؤلية الطفل علي الام فقط ؛ لان هناك بعض الاباء لايستطيعون تحمل كل تلك النفقات وابمسؤلية ويهربون ويتركون الام وحدها .
وفي النهاية أود القول : ( وجود طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بمثابة وجود باباً من ابواب الجنة مفتوح دائماً في منزلك ، فيجب عليك إحسان معاملة ذلك الباب لأن الله لن يضعك في اختبار الا و انه علي يقين بأنك قادراً علي تجاوزه)