أخبار عاجلة

متطلبات تطبيق الإدارة الالكترونية بمؤسسات التعليم العالى فى ضوء التحديات العالمية المعاصرة- اعداد أ.د/ نجلاء أحمد المصيلحي

أستاذ مجالات الخدمة الاجتماعية

بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بكفر الشيخ

مفهوم الإدارة الالكترونية:

يقصد بالإدارة الالكترونية:

“الانتقال من إنجاز المعاملات وتقديم الخدمات من الطريقة التقليدية اليدوية إلى الشكل الالكترونى من أجل استخدام أمثل للوقت والمال والجهد”.

أى نقل النشاط الحكومى إلى شبكات الحاسبات الآلية بحيث يمكن الاعتماد على هذه الشبكات والاستفادة منها عند أداء النشاط وبحيث يتم تنظيم قيادة الدولة والتعامل مع المواطنين من خلال استخدام هذه الشبكات.

وتعرف أيضاً بأنها منهجية إدارية جديدة تقوم على الاستيعاب والاستخدام الواعى لتطبيقات المعلومات والاتصال فى ممارسة الوظائف الأساسية للإدارة فى منظمات عصر العولمة ، وهى العملية الإدارية القائمة على الإمكانيات المتميزة للإنترنت وشبكات الأعمال فى التخطيط والتوجيه من أجل تحقيق أهداف المنظمة.

ويقصد بها أيضاً: استغلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتطوير وتحسين تدبير الشئون العامة ويتمثل ذلك فى إنجاز الخدمات الحكومية الرسمية سواء بين الجهات الحكومية أو بين هذه الجهات والمتعاملين معها بطريقة معلوماتية تعتمد على الإنترنت وفق ضمانات أمنية تحمى المستفيد والجهة صاحبة الخدمة.

أى أن فكرة الإدارة الالكترونية تتعدى بكثير مفهوم الميكنة الخاصة بإدارات العمل داخل المؤسسة إلى مفهوم تكامل البيانات والمعلومات بين الإدارات المختلفة والمتعددة واستخدام تلك البيانات والمعلومات فى توجيه سياسة وإجراءات عمل المؤسسة نحو تحقيق أهدافها وتوفير المرونة اللازمة للاستجابة للمتغيرات المتلاحقة سواء الداخلية أو الخارجية.

وتشمل الإدارة الالكترونية جميع مكونات الإدارة من تخطيط وتنفيذ ومتابعة وتقييم وتحفيز إلا إنها تتميز بقدرتها على تخليق المعرفة بصورة مستمرة وتوظيفها من أجل تحقيق الأهداف.

وتعتمد الإدارة الالكترونية على تطوير البنية المعلوماتية داخل المؤسسة بصورة تحقق تكامل الرؤية ومن ثم أداء الأعمال.

مزايا تطبيق الإدارة الالكترونية بمؤسسات التعليم العالى:

تتسم الإدارة الالكترونية بما يلى:

1-“التحول إلى مجتمع بلا ورق Paper Less” الأمر الذى يؤدى إلى توفير الوقت والجهد والتكلفة فى تقديم الخدمات.

2-تقليل التعقيدات الإدارية من خلال توفير المعلومات بسرعة فائقة وسهولة وإنجاز المعاملات بسهولة ويسر وإمكانية الحصول على الخدمة.

3-القضاء على التزاحم حيث يتم الحصول على الخدمات الكترونياً ودون التردد على الموظفين.

4-التخلص من البيروقراطية فى الإجراءات والقضاء على المحسوبية والفساد المالى والإدارى وإهدار الجهد والوقت.

5-تقديم الخدمات المجمعة فى مكان واحد ومبدأ جماعة المستفيدين حيث تتركز الخدمات نحو “الطالب” المستفيد ومن ثم تحقيق فلسفة التوجه نحو “الطالب”.

6-دقة وجودة الخدمات المقدمة حيث يعتمد نظام الإدارة الالكترونية على تكنولوجيا الحاسبات الآلية الذى يتم إمداده بالبيانات والمعلومات المتعلقة بجميع الخدمات وبالتالى لا مجال للخطأ فى العمل المقدم عن طريق هذه الأجهزة الالكترونية.

متطلبات الإدارة الالكترونية بمؤسسات التعليم العالى:

1)المتطلبات المالية:

يعد مشروع الإدارة الالكترونية من المشاريع الضخمة والتى تحتاج إلى أموال طائلة لكى تضمن له الاستمرار والنجاح وبلوغ الأهداف المنشودة من تحسين مستوى البنية التقنية وتوفير الأجهزة والأدوات اللازمة والبرامج الالكترونية وتحديثها من وقت لآخر ، وتدريب العناصر البشرية باستمرار.

2)المتطلبات البشرية:

يعد العنصر البشرى من أهم العناصر فى المنظمات ، لذا لابد من تأهيل العناصر البشرية تأهيلاً جديداً وعلى مستوى عالى من الكفاءة، وضرورة إعداد الكوادر البشرية الفنية المتخصصة ذات الارتباط بالبنية المعلوماتية ونظم العمل على شبكات الاتصالات الالكترونية، ويمكن تنفيذ ذلك من خلال تنفيذ مجموعة من البرامج التدريبية والتى تساعد فى إعداد الكوادر البشرية الفنية المطلوبة لتحقيق الكفاءة عند تنفيذ تطبيقات الإدارة الالكترونية.

3)المتطلبات التقنية:

إذ أن الإدارة الالكترونية تتطلب وجود مستوى مناسب إن لم نقل عال من البنية التحتية التى تتضمن شبكة حديثة للاتصالات والبيانات وبنية تحتية متطورة للاتصالات السلكية واللاسلكية تكون قادرة على تأمين التواصل ونقل المعلومات داخل المؤسسة وخارجها مع ضرورة توافر الوسائل الالكترونية اللازمة للاستفادة من الخدمات التى تقدمها الإدارة الالكترونية ومنها أجهزة الكمبيوتر الشخصية والمحمولة والهاتف الشبكى وغيرها التى تمكن من الاتصال بالشبكة العالمية أو الداخلية.

4)المتطلبات الأمنية:

لقد أصبحت هناك حاجة ماسة فى ضوء التحديات العالمية المعاصرة والثورة الرقمية والتقنية وازدياد الشبكات العالمية للاتصالات والمعلومات إلى وجود أساليب وإجراءات أمنية تساعد على حماية البيانات والمعلومات من الاختراق الأمر الذى يتطلب إلى وجود تشريعات ونصوص قانونية تسهل من عمل الإدارة الالكترونية وتضفى عليها المشروعية والمصداقية وكافة النتائج القانونية المترتبة عليها، مع توفير الأمن الالكترونى والسرية الالكترونية على مستوى عال لحماية المعلومات الوطنية والشخصية وصون الأرشيف الالكترونى من أى عبث.

معوقات تطبيق الإدارة الالكترونية بمؤسسات التعليم العالى:

وفى مقابل المميزات الكثيرة للإدارة الالكترونية كتقنية حديثة إلا أن هناك العديد من التحديات التى تكاد تعترض أغلب برامج الإدارة الالكترونية فيما يلى :

1)المعوقات الإدارية:

*مقاومة التغيير فى المنظمات والمؤسسات من طرف العاملين التى تبرز ضد تطبيق التقنيات الحديثة خوفاً على مناصبهم ومستقبلهم الوظيفى.

*ضعف التخطيط والتنسيق على مستوى الإدارة العليا لبرامج الإدارة الالكترونية.

*عدم القيام بالتغيرات التنظيمية المطلوبة لإدخال الإدارة الالكترونية من إضافة أو دمج بعض الإدارات ، وتحديد السلطات والعلاقات بين الإدارات وتدفق العمل بينها.

*غياب الرؤية الإستراتيجية الواضحة بشأن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بما يخدم التحول نحو منظمات المستقبل الالكترونية.

*المستويات الإدارية والتنظيمية واعتمادها على أساليب تقليدية، ومحاولة التمسك بمبادئ الإدارة التقليدية.

2)المهددات الأمنية:

*التخوف من التقنية وعدم الاقتناع بالمعاملات الالكترونية، خوفاً عن ما يمكن أن تؤديه من مساس وتهديد لعنصرى الأمن والخصوصية فى الخدمات الحكومية.

حيث يمثل فقدان الإحساس بالأمان تجاه الكثير من المعاملات الالكترونية مثل التحويلات الالكترونية والمعاملات المالية عن طريق بطاقات الائتمان أحد المعوقات الأمنية التى تواجه تطبيق الإدارة الالكترونية حيث من مظاهر أمن المعلومات بقاء المعلومات وعدم حذفها أو تدميرها.

الأمر الذى يتطلب تحقيق الأمن المعلوماتى وتوفير عناصر أساسية منها:

* العنصر المادى:

من خلال توفير الحماية المادية لنظم المعلومات.

* العنصر التقنى:

باستخدام التقنيات الحديثة فى دعم وحماية أمن المعلومات.

* العنصر البشرى:

من خلال تنمية مهارات ودفع قدرات وخبرات العاملين فى هذا المجال.

المعوقات البشرية ويمكن تحديدها فى الآتى:

*ضعف الوعى الثقافى بتكنولوجيا المعلومات على المستوى الاجتماعى والتنظيمى (الأمية الالكترونية).

*قلة برامج التدريب فى مجال التقنية الحديثة المتطورة.

*تنامى شعور بعض المديرين وذوى السلطة بأن التغيير يشكل تهديداً للسلطة.

*ندرة تقديم حوافز مادية للمديرين مع نقص خبراتهم.

*ضعف المعرفة الكافية بتقنيات الحاسب الآلى.

*ضعف الثقة فى حماية سر المعلومات والتعاملات الشخصية وأمنها.

*مقاومة العاملين لتطبيق هذه التقنية وضعف الرغبة بها وعزوفهم عن استخدامها والميل لمقاومة التغيير.

*قلة تشجيع المسئولين وأجهزة الإعلام للأفراد على التعلم الذاتى لبرامج وتطبيقات الإدارة الالكترونية وتقنية المعلومات.

المعوقات المالية والتقنية:

1-ضعف موارد المؤسسة المالية اللازمة لتوفير عناصر البنية التحتية للإدارة الالكترونية.

2-محدودية الموارد المالية اللازمة للبرامج التدريبية.

3-ارتفاع تكلفة عمليات الصيانة للأجهزة والشبكات وغيرها من التقنيات الحديثة.

عن hassan

شاهد أيضاً

دكتور محمود الشافعي يكتب … الإسكندرية عاصمة السياحة

الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط والعاصمة الثانية لمصر،وإحدى أجمل مدنها،حيث تضم الكثيرمن المعالم السياحية والتاريخية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page