جلست بالقرب مني، أخبرتني أنها سمعت أنني أجيد الكتابة الأدبية، طلبت مني أن أقرأ عليها بعضا من كتاباتي، فقرأت لها نصًا قصيرًا، وبعد أن انتهيت نظرت إليها لأرى رد فعلها، وجدتُ عينين جاحظتين، وفما غائرا مظلما، وابتسامة باهتة.
سألتها: ما رأيك بالنص؟ ماذا تشعرين؟
تعلثمت أحرف ترددها، ثم نطقت بحدةٍ: أشعر وكأنني كرة ارتطمت بجدار فأفلتت منه، ثم قفزت بالهواء لتصدم بآخر أكثر قسوة، فتسقط على الأرض لا تعي ماذا حدث لها؟!
سألتها: ماذا تقصدين؟
أجابت: أنا كالكرة وكلماتك كالجدران واصطدامي بها جعلني لا أفهم شيئا، عن أي شيء كان نصك يتحدث!!
قمت من جوارها بعد أن حاولت إخفاء هجمات ضحك كاد أن يغلب جدية الحديث، واعتذرت لها عما بدر مني من تعاويذ أحرف غرائبي، ودعتني، وهي تقول: لا بأس لو تتوقفين عن الكتابة حتى تجيدي كتابة كلام مفهوم.
وقتها تذكرت أحد العمال الهنود عندما قابلته بالمؤسسة التي كنت أعمل بها لأول مرة، وعرف أنني مصرية، فجاء مسرعا نحوي، وهو مبتسم، وقال: ” ازززززز ازززززز… ازززز…. ازززيك”
لولا ابتسامته لتخيلت أنه قد حضّر جنيا ماردا، ويريد أن يصرفه، فلم يعرف.
وقفت متسمرة في مكاني، وأنا أقول في نفسي: هل حقا نصّي كان يشبه تلك التعويذة الهندية؟!
فجاء الرد من داخلي: لا يهم إن لم يدرك الجميع ما نرنو إليه، يكفي أن تدرك ذاتك جيدا، وتعرف ماذا تريد.
Check Also
حمو بيكا ياحمو بيكا – بقلم طه صلاح هيكل
حمو بيكا ياحمو بيكايا أعظم نشاز ف المزيكاصوتك ياعيني عليه أسطورةعايز حقنة في السيكاغني ياحمو …