Breaking News

حلم فى منتصف الليل 10 القصة والمعالجة الدرامية والحوار/محمد ريحان


مضى سعيد يجر أقدامه جرا محاولا الصعود إلى الطابق الثانى من العوامة عبر سلم خشبى درجاته عريضة وعلى جانبيه يقف تمثالان من النحاس لمحاربين من العصور الوسطى يمتطيان صهوة جوادين يرفعان أقدامهماالأمامية ،وفى أيديهم الرماح .
بدأ سعيد فى الصعود كانت الساعة قد تجاوزت الثانية بعد الظهر ،وهو لا يدرى كيف جاء إلى هذا المكان ؟!!ومن الذى أحضره إلى هنا ؟!!وكيف له أن يخرج من دون أن يره أحد؟!!
أتم سعيد صعوده ووضع رجله فى الطابق الثانى وبدأ يتجول ببطء فى أرجائه المتسعة ،والتى تضم أربعة من غرف النوم وصالتان فسيحتان بهما شبابيك خشبية تفتح على النيل مباشرة تدخل هواءا منعشا محملا ببخار الماء الرطب فى ساعة العصارى،وهناك فى نهايته سلم خشبى آخر يؤدى إلى الطابق الثالث الذى جعله ساكن العوامة بدون سقف للحفلات والسهرات الراقصة التى تمتد حتى الساعات الأولى من الصباح.

أخذ سعيديتسلل و يتحرك ببطء وينقل أقدامه بخفة وهدوء حتى لا يكتشف أمره أحد من هؤلاء الذين يقطنون هذه العوامة ،ثم دلف إلى إحدى غرف النوم الأربعة فوجد سريرا فاخرا نحاسى مطعم بحلى وأشغال نحاسية ،ويبدو كتحفة فنية رائعة مكتوب على أحد أعمدته النحاسية الأربعة والتى يستقر عليها نموسية حريرية أنه سرير ملكى يعود تاريخ صنعه إلى عام 1870 م خاص بالخديوى اسماعيل.

لا يزال سعيد يتسلل عبر غرف العوامة فى الطابق الثانى منها محاولا استكشاف طريقا او ممرا يستطيع من خلاله الهروب خارجها بدلا من أن يقبض عليه أحد من أصحابها وقطعا سيسحبونه إلى القسم بتهمة السرقة خاصة وأنه ينتمى إلى ما يسمى بأطفال الشوارع هؤلاء الضحايا الذين فروا من أسرهم إلى الشوارع ،أو ألقى بهم الأهل طواعية إلى تلك الشوارع لعجزهم عن الإنفاق عليهم ليكون هو الملاذ والمأوى بالنسبة لهم ، يواجهون بأجسادهم النحيلة ووجوههم الصفراء الحزينة ذئاب هذه الشوارع الذين يبسطون سيطرتهم عليها ويوظفون هؤلاء الضحايا فى جرائم عدة بدءا من التسول والسرقة وبيع المخدرات والحبوب المخدرة وانتهاءا بأعمال الشغب والبلطجة ،وسرق الأعضاء.
( البقية غدا خالص تحياتى )

About admin

Check Also

حمو بيكا ياحمو بيكا – بقلم طه صلاح هيكل

حمو بيكا ياحمو بيكايا أعظم نشاز ف المزيكاصوتك ياعيني عليه أسطورةعايز حقنة في السيكاغني ياحمو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page