الجزءالأول
كان عمر زميل لميس في العمل ..
يعملان معاً في نفس الجريدة ، عمر في قسم الصحافة ، ولميس فى قسم الترجمة ،،
لقائهما الأول ..
كان منذ عام ، في مسابقة قامت بها احدي الصحف ، لتوظيف صحفيين لقسمي الترجمة ، والصحافة .
وتم اختيار أربعة من العشرين المتقدمين للمسابقة فى كلا من القسمين ،،
لم تكن ..
لميس زميلة عادية بالنسبة لعمر ، هدوء ملامحها ، أحدث ضجيج فى قلبه ، منذ اللحظة الأولي للقائهما ،،
صدفة اللقاء ..
كانت تتكرر من وقت لأخر ،،
وفي كل مرة يشعر بوميض ..
يحدثه قلبه كلما رآها ،،
وفي يوم تقابلا في الممر ..
ابتسم لها ..قائلا يوم حافل ومرهق .
لميس: نعم
عمر: لا أعرف لماذا لم نتحدث أبدا طوال هذه الفترة ، رغم أننا زملاء في نفس الجريدة ،،
فابتسمت .. وقبل أن تتحدث ، رن الهاتف ، فأستأذنت ..
تتحدث في الهاتف ، وهي متجهة نحو حجرة المدير ،، ولم تأخذ حذرها ..
فأصطدمت بعامل البوفيه ، وكان يحمل فنجانين من القهوة ، فتهاوت الأوراق تحت قدميهما ، وبدت ملابسها ممطرة باللون البني ، لون القهوة ..
أسرع عمر .. يجمع الأوراق ، ثم وضعها داخل الملف ، هدأت خفقات قلبه ، عندما لاحظ أن اصابعها خالية ، ليس بها اي شئ ، فشعر بسعادة لأنها غير مرتبطة ،،
وكان يظن طوال عاماً كاملاً أنها مخطوبة ، لأنها تتحدث كثيراً فى الهاتف ، لذلك كان يحبها دون أمل ..
بعد يومين ..
رآها تركب سيارة يقودها رجل يبدو عليه تقدم العمر ، رجح أنه والدها ،
بعدها..
غابت عن عيناه أُسبوعاً كاملاً ..
فتأكد من مشاعره تجاهها ، وقرر ان يصارحها برغبته في الارتباط بها
وأول ما رأها بعد هذا الغياب الذي أذاب قلبه شوقا لها ،،
الجزءالثاني
لم يستطع عمر أخفاء إبتسامة عينيه عندما رآها ، وبدأ حديثه معها ما سبب اختفاءك ؟
كنت قلقاً جداً ..
تمنيت لو كان معى رقم هاتفك ، ما سبب غيابك ؟
شعرت لميس بسعادة داخلها وَاَعْجَبَهَا اهتمام عمر ولكنها حاولت أن تخفي انجذابها ..
فنظرة عيناه بدت جميلة تحكى عن شوقه طوال فترة الغياب ..
قالت ..
كان أبي مريض والأن تحسن الحمد لله
عمر : الحمد لله
رن الهاتف ..
لميس:اهلا حبيبي ، حاضر ، لن اتأخر
عمر:هل يمكنني التحدث معه
لميس:أبي عمر زميلى يريد أن يتحدث معك ليطمأن عليك
والد لميس : اهلا بك يا بنى
عمر: أردت الأطمئنان ارجو ان تكون بخير
والد لميس :اشكرك يا بنى علي سؤالك عني
عمر : أرجو أن نتعرف عن قرب
والد لميس :ان شاء الله ،، يسعدنى أن نحدد موعداً عندما أستعيد عافيتى .. أستاذنك
عمر : تفضل ، حفظتك السلامة
واغلق الخط
عمر:لدي رغبة شديدة في التعرف على والدك صوته ودود جدا
أبتسمت لميس ..
هو صديقي الوحيد علاقتي به مختلفة لأن والدتي توفت وأنا في السادسة من عمري ولم يتزوج خوفاً من أن تتأذى مشاعري ..
عمر : ماذا يعمل والدك ؟ هل هو صحفي ؟
لميس : هو مهندس تنفيذى في شركة مقاولات ، لكن بسبب ظروفه الصحية توقف عن العمل ، ويقضي معظم وقته في القراءة ، يحب أنيس منصور ، ونجيب محفوظ ، والعقاد يقرأ لهم طوال الوقت ، وعنده مكتبة مكتظة بالكتب ،
عمر: أشعر انه شخصية عظيمة ،
كيف يمكنني أن أتعرف عليه عن قرب ؟
لميس:أخر الأسبوع نتناول الغداء في أحد المطاعم ،،
وذلك يتكرر منذ عشرين عاما ..
له ذكريات مع والدتى ، في هذا المكان ..
لقد اعتادا الغداء فيه فيما مضى ،
لو أحببت أن تتعرف عليه ، هذا أنسب مكان ،،
عمر : سعدت جدا
أخبرت لميس والدها برغبة عمر في التعرف عليه ولم يمانع ،،
جاء الموعد ..
عمر لم يحضر ،،
الجزءالثالث
عند أول لقاء ..
بعد تخلفه عن الحضور في الموعد
عمر: أعتذر بشدة
لميس: أحرجتني جداً مع والدى ، لماذا لم تحضر في الموعد ؟
عمر : حادث بسيط
لميس: حادث ؟ ماذا حدث ؟ أخبرنى ..
عمر : لا تقلقى أنا بخير كدمات بسيطة ..
أطمئنى ، الحمد لله لم يصيبني مكروه .
لميس: الحمد لله ، ونظرت لعيناه ثم هربت نظراتها
عمر : لميس أنظرى إلىَّ
لميس: تغير لون وجهها خجلا وتنظر في كل الإتجاهات إلا له ..
عمر: هل تقبلين الارتباط بى ؟
بدا عليها الاضطراب ، وتلعثمت كلماتها ، وتبسمت خجلاً ، ولم ترد
وفي نهاية اليوم ..
عمر : لم تجاوبيني ؟
فأبتسمت ..
عمر: هل تسمحين لي بزيارتكم
لميس: أعطني وقتاً لأمهد لوالدي فهو متعلق بى ، لن يقبل بسهولة .
بعد يومين ..
عمر: أسمحي لي .. برقم والدك
أخذ عمر رقم الهاتف وأتصل فوراً
عمر : كيف حالك حبيبى
والد لميس: أهلا عمر بخير
عمر:هل تسمح لي بزيارتكم ؟
والد لميس : يسعدني تفضل ..
فى السابعة يناسبني أهلا بك.
وفي الساعة السابعة ..
دق جرس الباب ومعه زهور ، وكتاب لنجيب محفوظ ، ودار حديث طويل وحدث انسجام بينهما وقبل المغادرة .
عمر: هل تقبل أن تزوجني ابنتك.
والد لميس :فنظر إليه .. أعلم أنك كنت تنوى قولها ، نظر لأبنته .. فأبتسمت خجلا ،،
قال بأبتسامة خفيفة .. موافق
عمر: نبدأ غداً التجهيزات وحجز قاعة الأحتفال
والد لميس: أميرتى .. ستأخذ جزء من قلبي
عمر: أخذه !! سنعيش معاً .. ولن نتركك .. مستحيل ،،
والد لميس:دمعت عيناه لن أترك بيتي ..
عمر: وكيف ستعتني بأحفادك وأنت بعيد عنهم ؟
والد لميس: لمعت عيناه وابتسم
عمر:ستقص عليهم القصص كما فعلت مع لميس عندما كانت صغيرة ،،
والد لميس: نظر بغيرة قاتلة .. قصصتي عليه القصص التي كنت أخصك بها وحدك ،،
أبتسم الجميع ..
بعد يومان ..
أختارت الجريدة عمر ، للسفر إلى خارج مصر ، للعمل في فرع الجريدة في موسكو ،،
الجزءالرابع
الأخير
لميس:مبروك يا عمر تبتسم أبتسامة بها العديد من التساؤلات
عمر: أنا فى حيرة لا أعرف ماذا أفعل فرصة العمل في فرع الجريدة في موسكو كان حلم بالنسبة لي ، لكن كيف أسافر ؟
أعرف أن موقفك صعب ، والأختيار أصعب ، بين بقاءك مع والدك أو السفر معي
لميس: سافر يا عمر
عمر :أنت من تقولين هذا ، كيف؟
وأنا أعتدت علي حديثي معك أشتاق لك قبل أن أنهي حديثي معك
رن الهاتف والد لميس
لميس : أهلا حبيبي ، تمام ، حجزت في مطعم الذكريات لنتناول الغداء سويا ، أشعر أن أمى تنتظرنا هناك ، في كل مرة نذهب فيها إلي مطعم الذكريات ،،
عمر .. أخبره بنفسك ، عمر والدي يريد أن نتناول الغداء سويا
عمر: تمام حبيبي ، حاضر
بعد الغداء ..
والد لميس: بدت الحيرة عليك ، لاشك أن عملك في فرع الجريدة في موسكو مستقبل أفضل بالنسبة لك ،،
أعرف أنك تفكر في التضحية بهذه الفرصة من أجل أن تظل مع لميس ، ولميس لا تريد أن تتركني بمفردى
وأنا أخذت القرار ..
سأسافر معكما و ذكرياتي سأخذها معي ،،
فأشرق وجه لميس وعمر بأبتسامة الفرح ،،
أكمل والد لميس حديثه وهو يبتسم نحن من نصنع الذكريات سيكون لي ذكريات جديدة مع أحفادي
كان والد لميس يبتسم .. وكأن زوجته الراحلة تجلس معهم ، وتسمع هذا الحوار ،،
والمفاجأة ..
أن عمال الزينة بدأوا بتزيين الحى بالأنوار بأتفاق مع والد لميس وملأت الزغاريد الحي من الجيران
وفي يوم الزفاف ..
بدت لميس جميلة جداً ، ووضع والدها قبلة علي رأسها ، تبدين كالأميرات ، هذا اليوم الذي كنت أتمناه ،
ووجه حديثه لعمر ..
ستأخذ أغلي ما أملك يا عمر ، تذكر أنني أعطيتك جوهرتي التي لا أملك غيرها ،،
عمر: لميس في قلبي أطمأن
عمر : تبدين جميلة جداً حبيبتي ووضع قبلة علي جبينها
بعد عامين ..
يا حفيدي الحبيب أستمع لقصة اليوم فأبتسم الحفيد وهو منصت للقصة .
«تمت» .