تحدثت إلى أحد الأصدقاء عبر الهاتف لأطمئن عليه وأخذنا الحديث إلى الأصدقاء القدامى وتُرى هل يتواصل معهم كعهدنا السابق بالجامعة أم انقطعت الإتصالات مثلي لسفري بالخارج عدة سنوات وعندما عُدت كانت قد تغيرت أرقام الهواتف ولا أعلم عنهم شيئاً فأجابني بكل ثقة افتحي صفحة على الفيسبوك وكونِّي صداقات جديدة وأول ما تفتحيه تأكدي ستأتيكِ العديد من الإضافات التي لاحصر لها من الذين يعرفونك أو حتى من غيرهم من سائر الأقطار
وسوف لا تلاحقين على طلبات الصداقة فاندهشت كثيراً مما قال وبالفعل قلتُ لنفسي إذن لأخوض التجربة
قمت بعمل حساب شخصي ولكنني جعلته للأصدقاء المقربين فقط تشجعت قليلاً نشرت فيه بعض الموضوعات الهادفة ثم قررت أن أنشر ليقرأه ويشاهده الجميع وما إن فعلت ذلك إلا وانهالت عليَّ طلبات الصداقة والإضافة من كل صوب وتعجبت كثيراً مما وصل إليه حال البشر كيف لك أن تقبل إضافة إنسان لا تعرفه ؟ وما أدراك أن هذه هي شخصيته وهويته الحقيقية حتى تقبل صداقته!!! أهكذا أصبح العالم الجديد نضيف مَنْ لا نعرفه هذا غير سماح البعض لأنفسهم بأن يتحدثون عليك على الخاص !!!! علامة تعجب ربما يقولون عني مصطلح بالعامية”دقة قديمة”
أو عن ماذا تتحدثين أتنتمين إلى عصر الجاهلية!!! قد تكون أفكاري قديمة قد أُتَّهم بالرجعية ولكن هذه قناعاتي
إن كنا قد أصبحنا هكذا كيف نأمن على أبنائنا من الخوض بهذا العالم دون رقابة أتفق معهم أننا راشدين ونستطيع الحكم على البشر ومسؤولين عن أفعالنا ولكن ما أدراك بهذا الإنسان الذي تتحدث معه عبر نافذة التواصل الإجتماعي هل تعلم عنه شيئاً إلا ما يظهر لك عبر حسابه الشخصي أم لأنه قام بنشر بعض الحِكَم والدروس المستفادة وربما بعض الڤيديوهات المفيدة أصبح إنساناً صالحاً تستطيع الحكم على سلوكه وحياته !!
أنت ببساطة شديدة تتفاعل مع ما ينشر وهو يقوم بالتعليق لك ويضع الإعجاب لكل ما تنشره وإن مرت عليك ساعة وأنت من أصدقائه على الفيسبوك أصبحت أعز صديق لديه بل حبيب أيضاً دون أن تتقابلا من قبل دون أن تتعرفا على شخصيات وسمات كل واحد منكم وهذه خطورة بالغة وقُرب مُبالغ فيه وتحذير من الحديث مع أناس لا نعلم عنهم شئ سوى صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي قبل الإضافة تأكد من معلوماتك عّمن تصادقه ربما تكون صفحته الشخصية صفحة وهمية لاتمُت للحقيقة بأي صلة احموا أنفسكم وذويكم لا تتساهلوا في تكوين الصداقات والعلاقات السريعة مثلما تتناولون الوجبات السريعة أو ما يطلق عليه التك أواي
نعم الحياة تجارب وإن لم يُجَرِّب الإنسان لن يتعلم ولكن لا تُلقوا بأنفسكم في التهلكة قد يكون صاحب هذه الصفحة الذي أضفته خطر على المجتمع قد يكون إنساناً أخطأ ومطلوب للعدالة لأخذ جزائه أو قد يكون من الذين يّدُسُّون السم في العسل ويستدرجون العقول لأفكار هدامة لمجتمعاتنا بنهاية هذه الحكاية من حكاياتي المعتادة والتي لابد وأن تنتهي بعبرة وعظة ودرس مستفاد لا أدعو للإنغلاق الفكري بالطبع ولكن أدعو إلى الحذر كل الحذر وعدم التعامل بنية سليمة على الدوام بل اترك مساحة لاحتمال توقع العكس
وإلى لقاء بحكاية جديدة من حكاياتي…….حنان فاروق العجمي
شاهد أيضاً
حمو بيكا ياحمو بيكا – بقلم طه صلاح هيكل
حمو بيكا ياحمو بيكايا أعظم نشاز ف المزيكاصوتك ياعيني عليه أسطورةعايز حقنة في السيكاغني ياحمو …