الامومه والطفوله والصحة النفسية

التجذّر النفسي.. كيف تتكوّن جذور السلوك داخل الإنسان؟ 🌱بقلم / دكتوره نرمين فوزي إستشاري الصحه النفسيه وتعديل سلوك

قد يلاحظ البعض أنهم يكررون نفس التصرفات والمشاعر رغم إدراكهم لسلبيتها، وكأن هناك قوة خفية تدفعهم لذلك. هنا يظهر مفهوم التجذّر النفسي، الذي يعني ببساطة ترسّخ الأفكار والمعتقدات والسلوكيات داخل الإنسان، حتى تصبح جزءًا من تكوينه النفسي والشخصي.

التجذّر يبدأ من الطفولة

الخبرات التي يتعرض لها الطفل يوميًا لا تمر مرور الكرام، بل تتحول مع التكرار إلى جذور ثابتة:

طفل يُعاقب كلما قال الحقيقة، قد يتجذّر لديه اعتقاد أن الصدق خطر، فيلجأ للكذب كوسيلة حماية.

وآخر يُشجَّع عند كل محاولة صادقة، يتجذّر بداخله أن الصدق أمان وتقدير.

عند الكبار.. آثار لا تزول بسهولة

التجذّر لا يقتصر على الصغار فقط، بل يمتد للكبار أيضًا:

شخص نشأ في بيئة تُقلل من قيمته، قد يحمل داخله شعورًا مزمنًا بأنه “غير كافٍ”، حتى لو حقق نجاحات كبيرة.

في المقابل، من يتجذّر بداخله الشعور بالدعم والاحترام، ينشأ أكثر ثقة وتفاؤل.

هل يمكن تغيير ما تجذّر؟

الإجابة نعم. 💡
رغم صعوبة اقتلاع الجذور القديمة، إلا أن تكرار تجارب إيجابية جديدة يساعد على بناء جذور بديلة أكثر صحة.

عبر الوعي بالمعتقدات السلبية.

ومن خلال تكرار ممارسات وسلوكيات إيجابية.

ومع طلب المساعدة من مختص نفسي عند الحاجة.

الخلاصة

التجذّر النفسي يوضح لنا أن ما نعيشه يوميًا ليس عابرًا، بل يتحول مع الوقت إلى جذور راسخة تشكل شخصياتنا. لذلك، علينا أن ننتبه لما نسمح له بأن يتكرر في حياتنا، لأن التكرار هو الذي يصنع الجذور. 🌸

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى