almasalsharq
مقالات مشابهة
صرت بغابه موحشه انظر للدنيا من خلال قضبان سجني الابدي ففي ضجيج الأيام وازدحام الصراعات بت أبحث عن نفسي عن وجودي وكياني. أشعر حيناً أنني ميتٌ، بقايا روح تحرك جسدي المتهالك وأحياناً أنني ظل نفسي فنفسي لا يمكنني أن أراها الّا نادراً و غالبا ما تتبعني دون أن أشعر بوجودها.
غريب داخلي وموحشة أفكاري ومشاعري لم تعد مألوفة. أحاول أن أتعرف وهذا الغريب ولكن عبثاً فلا تجمعنا لغة ولا حتى ثقافة وعقائد. أصبحت أكثر من وحيدة فأنا أعيش في غربة حتى عن نفسي.
أبحث في ذاكرتي عمّا يلملم داخلي و يعيد إليّ ذاتي فأنا لست أنا، اشتقت الى فراشة كانت تعانق الزهور تتطاير وصديقاتها فرحاً ووجودها يبعث الأمل في الأرجاء، اشتقت الى عصافير تزقزق سمفونيات الفرح فلم أعد أسمع سوى أصوات البوم التي ينشر التشاؤم وتزيد حزن القلوب.
تلك كانت احدي كلمات مريضه اكتئاب ترددها بالجلسات قبل التفكير بالانتحار نتيجة رفض المجتمع والأقارب لها بحجه انه دلع ورفاهيه وانها لا تبحث عن الزعل ولكن هل بالفعل يتعامل المجتمع مع أصحاب الاضطرابات النفسية بهذا الشكل؟؟؟
هل لا زال يوصم المجتمع المرض النفسي بالعار ويسعي الي اهاله التراب عليه والتخلص منه؟! هل لا يزال بعد كل ما وصل اليه العالم من التقدم لا يزال المريض النفسي يتخفى من المجتمع ولا يجرؤ علي الاعتراف بالحاجة للعلاج النفسي؟؟؟
دعنا نتسأل لماذا الأطباء النفسيين يحاربوا بكل ما لديهم من قوه حتي يتعرف الناس علي المرض النفسي ويذيلوا وصمته من ثقافتنا ؟
من وجهه نظري الشخصية ان المجتمع اعتاد ان يحكم علي الغير في المطلق بما يراه فقط لكن لا احد يشعر بالأخر كل منا وضع ذاته حكم علي الغير دون التطرق الي الشعور والتماس الاعذار ف مثلا : الكفيف فقد حاسة كانت بتعطيه نص مساحة من الإدراك، ده باعتبار إننا بنشوف قدامنا بس لكن مش بنشوف ورانا، انما الأطرش فهو فقد حاسة كانت بتعطيه مساحة كاملة من الإدراك عشان إحنا بنسمع من كل الإتجاهات، وبالتالي لو كفيف في الشارع زمرت له عربية هيقف أيا كانت جاية منين ولكن لو أطرش مش هيسمعها لو كانت وراه وبالتالي هو في نظر الناس أهبل او بيستهبل أو مستبيع بناءً على المعلومة رقم 1، رغم إن بالمنطق بتاع 1+1=2 اللي يستحق التعاطف أكتر أو إصابته أكبر هو الأطرش. بس مش ده اللي ظاهر لنا …
طب إيه علاقة ده بالمرض النفسي؟ العلاقة إنه المرض النفسي مش ملموس، يعني ممكن يجيلك دور التهاب وارتشاح في الاذن الوسطى وتحس زي الأطرش وتعرف هو حاسس بإيه، أو حتى لما ودنك بيكون فيها طنين، ممكن النور يقطع عليك، ممكن تحس بألم أي حد بيعاني و تتعاطف معاه.
إنما المريض النفسي اللي بيعاني من ضلالات، أنت عُمرك ما هتفهم يعني إيه هو شايف ناس أو سامع أصوات زي مانت شايف البوست ده كده وبتسمع صوتك في مخك وأنت بتقرأه، أو بتسمع أي حد بيكلمك، مش هتفهم إزاي هو مش قادر يفرق هي دي بجد ولا مش بجد، ولو قدر إزاي هيقدر يتجاهلها.. مش هتفهم
مش هتفهم يعني إيه الدنيا سودة، مش حزين ولا زعلان شوية ، لأ الدنيا سودة بجد، وجودك نفسه على قيد الحياة مؤلم، مفيش أي ذرة حاجة تخليك تقوم تتحرك من مكانك، لا عارف تنام ولا عارف تصحى، ممكن تكون زعلان شوية، مخنوق، مضغوط، بس بتقوم عشان وراك مسؤوليات وشغل وإلخ، مش هتتفهم يعني إيه حد يسيب حياته كلها عشان موجوع والدنيا تقيلة عليه.
إنت وارد جدا تكون اتبرعت بوقتك وفلوسك لصالح مرضى السرطان أو الحروق أو الفشل الكلوي مثلا، بس هل فكرت تسأل نفسك ازاي حد ممكن يتعب نفسيا أو توصل إنه ينتحر!
اللي مش هتفهمه ولا هتحسه، مش هتتعاطف معاه، وبالنسبة لك هيبقى دلع، ومرقعة، وشوية بعد عن ربنا . دي ثقافة إحنا اتربينا فيها، دور أي حد واعي إنه يغيرها. ولو مش هتقدر تغيرها، بلاش تكون عامل سلبي فيها، خليك صفر لحد ماتقدر تبقى واحد.
جه الوقت اللي نعرف فيه ان المرض النفسي بما فيه من الاكتئاب قاتل، زيه زي السرطان، إذا ماعترفناش بوجوده وعالجناه وزودنا الوعي الكافي عن المرض النفسي باسره
.التعامل مع المرض النفسي في المجتمع يتطلب مزيدًا من الفهم والدعم. من المهم تعزيز الحوار المفتوح حول الصحة النفسية وتقديم الموارد اللازمة للأفراد الذين يعانون من هذه الحالات. يمكن أن يسهم ذلك في تقليل الوصمة الاجتماعية وتحسين الوصول إلى العلاج والدعم
