{
مابين كل شيء و نقيضه خيط رفيع ينبغي أن نلتمسه..
و هو ما نسميه بالتوازن أو الاعتدال.
يبدو هذا جليا في الأمثلة التالية؛
إن الإسراف في العطاء مع من لا يستحق كرمنا الشديد يكبدنا معاناة الخذلان.
فأحيانا عطاؤنا اللامحدود يصحبه توقعات عالية برد الجميل أو علي الأقل العرفان به .. لكن للأسف حكمك علي الأشخاص بقيمك و معتقداتك تجعلك تتطرف في مشاعرك و تتوقع نفس العطاء في المقابل..
ففي حديثي اليوم عن مبدأ التوازن سوف اتناول جانب واحد و هو عدم التطرف و المغالاة في العلاقات . و التوازن هنا يتمثل في
ألا تزيل الحواجز بينك و بين الآخرين و تتطرف في مشاعرك .
حيث أن مراعاة المساحات النفسية، و التعبير عن الحب و العطاء بقدر من التوازن يجنبك مشقة الصدمات و يحميك بقدر كبير من مرارة الخذلان .
لا أستثني من ذلك احد.. فحتي و إن كان الأقربون أولي بالمعروف ..لكن حتي تحقق التوازن ينبغي أن تبتغي بين حبك لنفسك و مراعاتك لحقوقها و التضحية من أجل الآخرين سبيلا.
و أخيرا للاسف لما لدينا من معرفة ضئيلة بالنفس البشرية فإننا نحاول بجهود مستميتة لتغيير اي شيء من حولنا عدا طباعنا ..
فنجد نفسنا أهدرنا حياتنا في جهود غير مثمرة .. و نضاعف من كآبتتا التي نقصد في الأساس إزالتها ..
في كثير من الأحيان نبحث خارج أنفسنا عن مصدر مشكلاتنا .. و التي يأتي معظمها من الداخل.
و لا اقصد بذلك ان نتغير دائما لما نراه طيبة زائده من عطاء و تسامح..
ربما نكون علي العكس تساهلنا و تسامحنا أكثر مما ينبغي..
السر في التوازن ، هو تقدير المواقف و الاشخاص و ترتيب أماكنهم في حياتنا مما يجعلنا نتصرف بلا إفراط ولا تفريط.
فبالتوازن سنشعر بالسلام النفسي و نتجنب إهدار المشاعر و الاحتراق النفسي.