الامومه والطفوله والصحة النفسية

آالصحة النفسية وأثرها الفعال في العلاقات الزوجي والأسرية( فـــــــات كـــامنـــــة )بقلم مايسةإمام

****
———————
— يعتقد بعض الأزواج أن احتياج زوجته إليه قد يكون احتياجا ماديا أو إجتماعيا أو حتى عاطفيا فقط ، وقد ينجح في تلبية هذه الاحتياجات بجدارة ، ويفشل أيضا بنفس الجدارة كيف ولماذا ؟……………….. هذا هو السؤال ؟

والإجابة تقول :
— حين يقدم الرجل كل إمكاناته المادية على طبق من ذهب لزوجته فقد استوفى أحد شروط القوامة ونجح في أداء واجبه على أكمل وجه ، ولكن إذا ماتلازم ذلك الاكتفاء بل والامتلاء المادي مع الترك والإهمال والتنصل مما هو دون ذلك من مسئوليات ، فتتراجع مرتبة الزوجة من حبيبة وعشيقة إلى زوجه مربية بالأجر وبمرور الوقت تذبل وتتحول لأطلال أنثى ليبدأ هو في البحث عن بديل

— حين يقدم الزوج مشاعر الحب عوضا عن ضعف الامكانات المادية فقد نجح نجاحا مبهرا ولكن يفشل كل الفشل حينما يعتنق مذهب الحب الداخلي ، الحب الأخرس فاقد القدرة على البوح والتصريح مكتفيا بمعرفته وحده أنه يحب دون أن يشبع حاجتها النفسية لسماع كلمة أحبك بل واعتبارها من المسلمات التي لا تحتاج للتطرق لها

— حين يخلق الزوج عالما فسيح الأجواء للحوار بينه وبين زوجته كما كان يحدث بأمس ارتباطهما ويشعرها بمدى سعادته بحديثها معه ويزيد سعادتها بحديثه إليها حتى وإن كان المحتوى يتضمن ضغوطاته اليوميه المعتادة ، أو عن أحد أصدقاءه أو أقاربه ، أو أحد المواقف التي لفتت نظره في الطريق فقد نجح أيما نجاح
فالعبرة في الحوار ليست في طبيعة الموضوع وأهميته بقدر ماهي خلق أجواء نفسية مريحة للطرفين سواء المتحدث أو
المتلقي وارساء معنى المشاركة بينهما ، العبرة بمراعاة آداب الحديث وتبادل الاهتمام وليس باجترار العبارات أو بترها

— ربما تكون النساء أكثر قدرة على إلتعبير اللغوي والحديث مما يعرضها للاتهام المستمر بالثرثرة. ،
ولكن كثيرون لم ينتبهوا لهام ملفت للنظر وهو مع من تفضل الزوجة تلك الثرثرات التي يرونها مزعجة؟ لم ينتبهوا إلى أن
المرأة لا تخوض غمار حديث إلا مع من تحب ، ولا تبدي اهتماما بحديث إلالمن تحب ، ولا تتعاطف أو تنفعل أو تغضب إلا لمن تحب
لذلك ينبغي أن ينتبه الزوج لقيمة وجوده لدى زوجته ويلتفت لخطورة تقمص دور العنصر السالب في المعادلة الحوارية ، ويخلع عنه عباءة الفتور البغيضة التي يرتديها والتي تسبب تفاقما للأمر يتحول بالتدريج لعبء نفسي ثقيل على الزوجة إما أن تحاول الهروب الآمن منه أو تصيبها عدوى الفتور وتصبح مثله ليفقدا معا متعة الحياة

— كم من انكسارات نفسية وقعت بدعوى ( لا أقصد ) التي يرددها بعض الأزواج للأسف ، حين يدفعون زوجاتهم دفعا ليس للابتعاد عنهم فقط، بل وتجنبهم
يدفعونها لأن يصبح حديثهم كأي حديث ووجودهم كأي وجود أو كلاوجود ويتحولون ديناميكيا للحاضرين الغائبين

— إن فتح آفاق الحوار بين الزوجين بمزيد من الاهتمام من الطرفين لهو من أهم دعائم الصحة النفسية لكليهما وليس لأحدهما دون الآخر ، وفتور الحوار بينهما يعد من أشرس الخلايا السرطانية الأسرية السريعة الانتشار والتنامي ملتهمة في طريقها الأخضر واليابس في سعادتهما الزوجية بلا كلل لتقضي عليها تماما. ………..عافاكم الله وإيانا

على هامش رسالة الدكتوراه التي تحمل عنوان – آالصحة النفسية وأثرها الفعال في العلاقات الزوجي والأسرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى