وجدها صدفة في مستنقع حياتها
كؤوس المر من الهم تسقيها
وسجن اليأس يكبل أمانيها
ووسط كومة الحزن وئدت قبل أوانها
استنزف الزمان فصول عمرها
قصوا أجنحة الأمل فكسروها
وجدها تحت شجرة اليأس تنتظر حظها
وبرفق مسح غبار الخذلان الذي كان يؤذيها
و مسح دموعا تحجرت في مقلتيها
وشد على يديها ورسم الفرحة على شفتيها
فبدا لها كنجم يضيء عتمة سماءها
وزين بإكليل الأمل هامتها
فكان الحياة لها
رغم استحالة الظروف
من رحم المعاناة يسر ولادة سعادتها
وبعد مخاض عسير أعاد لها حياتها
وعلى مشارف حلم زاره طيفها
مد يده لها عله من براثن الشجن ينقذها
ومن ألم غائر يضمد جراحها
ومن رفاث الوحدة يؤنسها
ومن حسرات سجن الزمان يحررها
ويمسح عبرات أحرقت أهداب جفنيها
وبلمسة حنان يربث على كتفيها
وبالأمل يعيد لها ثقتها بنفسها
وينفض الغبار عن ذاكرة تاهت في ندوب ماضيها
ويحول الآهات وصرخات ألم لفرحة تسعدها
ويحرك مشاعر واحاسيس جامدة تخفيها
ومن مدن الانكسار رحل بها لقصور عزيمة تأويها
وعزف لها انشودة سلام داخلي تطربها وتشجيها
وبدد عتمة ليلها وبنجوم الرحمة رسم طريقا ونورا يهديها
ومن سماءها الملبدة بالغيوم
ستمطر غيمة وبالفرح ترويها
فأنت الأمل وانت الحياة
يا من انقذتها من أعاصير كانت ستفنيها
بقلم جليلة فريدي
من المغرب