كنت في صغري متعلق بالمساجد و متيم بحلقات الذكر والابتهالات وكان أبي يصطحبني باستمرار إلي هناك فهو من زاد تعلقي وولعي بهم،
ودائما كان يردد علي مسامعي جملتة الشهيرة
اغسل قلبك بالذكر ولا تتركه للصدأ فكنت اسمع للشيخ عبد الفتاح شيخ حينا،كان رجلا ورعا عذب الصوت ، يصطحب معه ابنائه ينشدون معه الابتهالات بصوت رائع يسلب عقلك وجوارحك، تقريبا قضيت طفولتي كاملة بين المساجد وحلقات الذكر وعندما بلغت الرابعة عشر توفي والدي وأوصاني قبل وفاته بأن لا افارق ما رباني عليه وللأسف لم انفذ الوصية، مرت السنوات وأكملت دراستي وبدأت بالعمل والنجاح نسيت المساجد وحلقات الذكر لهتني الدنيا أصبحت قليل المناجاة ، لا اذهب للمسجد الا لصلاة الجمعة، تزوجت وانجبت ولم اربي اولادي علي ما تربيت عليه ،وفي يوم عند عودتي من العمل سمعت ابني الصغير كريم وهو ينشد لأمه ابتهال وعندما سألته من أين يعرفه اخبرها انه سمعه من صديقه يوسف وسألها وهو يبكي لماذا لا نصبح مثل يوسف وعائلتة فاخبرته امه ان اباك تربي مثل يوسف فكان رد ابني عنيفا
لماذا ابي لا يفعل مثله؟ لماذا هو دائم الجلوس علي المقاهي؟لماذا لا يصلي الا في المناسبات؟ لماذا لا يفعل ما فعله اباه معنا؟
فصمتت زوجتي لدقائق وقالت الهادي سيهديه بإذن الله قريبا
جلست اسمع وقلبي يحترق ،
طفلي الصغير صفعني بدون أن يشعر
ماذا حدث لي ؟كيف نسيت
ما فعله ابي لأجلي في صغري؟
كيف انسي حلقات الذكر والقرآن كيف انسي المسجد ؟ كيف انسي واجبي تجاه صغاري؟
لاحظ ابني جلوسي بجوار باب المنزل وانا شارد وقال ابني منذ متي وانت هنا أخبرته انني سمعت ما دار بينه وبين امه، وعبرت له عن ندمي علي تقصيري واني سأذهب معه هو واخوته إلي المسجد، وبالفعل ذهبنا وبعد انتهاء الصلاة رأينا محمود واخوته أبناء الشيخ عبد الفتاح فسألتهم عن والدهم فاخبروني أن اباهم توفاه الله والآن محمود ابنه الأكبر واخوته يكملون درب والدهم فخجلت من نفسي اني لم انفذ وصية أبي رحمة الله واخدت أولادي وجلست بهم في الحلقة واوصيتهم أن لا يتركوا حلقات الذكر والقرآن أبدا ويورثوه لابنائهم ولابناء ابنائهم وان تلك هي وصيتي الوحيدة لهم.
شاهد أيضاً
مبادرة “افتح لقلبك حياة” نوفارتس ومعامل ألفا توقعان اتفاقية تعاون لتمكين مرضى تصلب شرايين القلب من خفض مستويات الكوليسترول
كتب : ماهر بدر المؤسسة العلمية للقلب والشرايين (CVREP): 46% من حالات الوفاة في مصر …