الامومه والطفوله والصحة النفسية

اضطراب الشخصية المازوخية : ☠️☠️بقلم د. داليا علي – اخصائي الصحة النفسية والارشاد الاسري


هو اضطراب نفسي، يقوم الشخص فيه بإيذاء نفسه لفظيًا أو بدنيًا، لذلك يسمى أيضًا اضطراب الشخصية المحبطة للذات أو اضطراب الشخصية المهزومة ذاتيًا، ولكي يوصف الشخص بأنه مازوخي لا بد أن يكون الألم حقيقيًا أي مصحوبًا بفعل وليس مجرد رغبة أو توهم.
تعتبر الشخصية المازوخية أحد الأنماط النفسية التي تتميز بسلوكيات معينة تتعلق بالعلاقات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين . ويعود أصل كلمة ” مازوخية ” إلى الكاتب النمساوي ليوبولد فون زاخار مازوخ، الذي كتب عن الرغبة في الألم والمعاناة في سياق العلاقات العاطفية.
تعريف الشخصية المازوخية :
الشخصية المازوخية تشير إلى الأفراد الذين يجدون متعة أو إشباعًا في تجربة الألم والمعاناة، سواء كان ذلك جسديًا أو نفسيًا. يمكن أن تكون هذه الميول ظاهرة في العلاقات العاطفية، حيث يشعر الأفراد بالراحة أو السعادة عندما يتعرضون للإذلال أو السيطرة من قبل الآخرين.
خصائص الشخصية المازوخية
الرغبة في الألم: يشعر الأفراد المازوخيون بالراحة النفسية عند تعرضهم للألم، سواء عبر العلاقات العاطفية أو في سياقات أخرى.
التعلق بالعلاقات السلبية: يميل هؤلاء الأفراد إلى الانجذاب لعلاقات غير صحية، حيث يتعرضون للإذلال أو الاستغلال.
الافتقار إلى احترام الذات: قد يرتبط السلوك المازوخي بانخفاض مستوى احترام الذات، مما يجعل الأفراد يقبلون بمعاملة سيئة من الآخرين.
الدافع للحصول على الحب: قد يسعى الأفراد المازوخيون إلى الحصول على الحب أو القبول من خلال تحمل الألم والمعاناة.
التسليم للسيطرة: يشعر هؤلاء الأفراد بالراحة عند تسليم أنفسهم للآخرين، مما يجعلهم عرضة للتلاعب والاستغلال.
الأبعاد النفسية
تتداخل الشخصية المازوخية مع مجموعة من العوامل النفسية، مثل:
الطفولة: قد تلعب تجارب الطفولة دورًا في تشكيل هذه الشخصية، حيث يمكن أن تؤدي التجارب السلبية إلى تطوير ميول مازوخية في الحياة اللاحقة.
العلاقات الأسرية: يمكن أن تؤثر ديناميات العلاقات الأسرية في تشكيل هذه الشخصية، خاصة إذا كانت هناك تجارب من الإهانة أو الإهمال.
القلق والاكتئاب: قد يرتبط السلوك المازوخي بمشاعر القلق أو الاكتئاب، حيث يجد الأفراد الراحة في الألم بدلًا من مواجهة مشاعرهم السلبية.
التعامل مع الشخصية المازوخية
من المهم فهم أن الشخصية المازوخية ليست مجرد سلوكيات سلبية، بل تعبر عن أبعاد نفسية معقدة. يمكن أن يساعد العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، الأفراد على فهم ميولهم والتعامل معها بشكل صحي. من خلال تقديم الدعم والتوجيه، يمكن للأفراد المازوخيين أن يتعلموا كيفية تحسين علاقاتهم وتعزيز احترامهم لذاتهم.
..
مشاهير المازوخيه : هناك بعض الشخصيات المشهورة في الأدب والسينما والفنون التي يمكن اعتبارها مازوخية أو تحمل صفات مازوخية.
إليك بعض الأمثلة:

  1. الكاتبة إميلي برونتي
    في روايتها الشهيرة “مرتفعات ويذرينغ”، تتجلى صفات مازوخية في شخصية “هيثر كلاين”، التي تعيش علاقة مؤلمة ومعقدة مع “كاثي إيرنشا”. تعكس القصة الصراع بين الحب والمعاناة.
  2. الأديب ليوبولد فون زاخار مازوخ
    كما ذكرت سابقًا، فإن الكاتب النمساوي هو الذي أعطى اسمه لهذا المفهوم. في أعماله، مثل “فينوس في الفراء”، يستكشف الرغبة في الألم والإذلال في العلاقات العاطفية.
  3. شخصية “أنيتا” في فيلم “50 ظلال من الرمادي”
    تعتبر هذه الشخصية تجسيدًا للمازوخية في إطار علاقة معقدة تتضمن مظاهر السيطرة والألم. العلاقة بين الشخصيتين الرئيسية تظهر ديناميات مازوخية واضحة.
  4. شخصية “نوح” في “يوميات سيارة أجرة” (Taxi Driver)
    شخصية نوح، التي يؤديها روبرت دي نيرو، تعاني من صراعات داخلية وتظهر ميولاً مازوخية من خلال انغماسه في بيئات مؤلمة وغير صحية.
  5. الفنانة فرجينيا وولف
    على الرغم من أن وولف لم تكن مازوخية بالمعنى التقليدي، إلا أن كتاباتها تعكس صراعات داخلية ومعاناة، مما يعكس بعض الجوانب المازوخية في فهم الألم .
    فتظهر الصفات المازوخية في شخصيات أدبية وسينمائية متنوعة، حيث تعكس علاقات معقدة بين الحب والألم. تعتبر هذه الشخصيات تجسيدًا للتحديات النفسية والوجودية التي يواجهها الأفراد في حياتهم
    الخاتمة
    الشخصية المازوخية تمثل جانبًا معقدًا من الشخصية الإنسانية. من خلال فهم خصائصها وأبعادها النفسية، يمكننا تعزيز الوعي الذاتي والمساعدة في التغلب على التحديات المرتبطة بها. إن التعرف على هذه الأنماط السلوكية يمكن أن يسهم في تحسين العلاقات وتعزيز الصحة النفسية للأفراد المتأثرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى