يذكر الكاتب نعوم تشومسكي في كتابه السيطرة على الاعلام
كلاماً يمثّل وجه نظر قادة العالم وماهية تفكيرهم بمبدأ الديمقراطية وهو أن ( عامة الجمهور على درجة من الغباء لا تمكنهم من فهم الأشياء وإذا ماحاولوا ادارة شؤونهم فهم يتسببون بخلق مشاكل ، فهم غير مؤهلين لقيادة أنفسهم .
لابد وأن نروض ( القطيع الثائر) ولا نسمح لهم بالغضب او تحطيم كل شيء لذلك يجب ترويضهم وهذا الترويض يتم من خلال ثورة في فن الديمقراطية أو تصنيع “الإجماع والقبول )
وبذلك يقومون بتسليط وسائل الإعلام والمدرسة وصانعي القرارات بتلقين الجمهور بالقناعات التي يرغب بها القادة وينظمون الجموع الهمجية والقطيع الثائر وفق رغباتهم ويميلونهم تجاه الدفة التي يرغبون بها .
• القطيع الضال يعد مشكلة وعلينا منعه من الزئير ووقع الأقدام ومنعه من التنظيم لأن التنظيم يثير المشاكل ، حيث يجب ان يجلسوا بمفردهم أمام شاشات التلفزيون وان يلقنوا رسالة مفادها ان القيمة الأساسية في الحياة ان يتوافر لديك اكبر كمية من السلع أو أن تعيش مثل الطبقة الغنية والمتوسطة التي تشاهدها وان تتبنى قيماً لطيفة مثل الهوية والتناغم .
لذلك عليهم ان ينشغلوا بمشاهدة أفلام العنف والجنس او المسلسلات او مباريات الكرة …. وعليك ان تجعلهم خائفين طيلة الوقت ، لأن إذا لم يتم تخويفهم سيبدأون بالتفكير وهو امر خطير ، لأنهم ليسوا مؤهلين للتفكير لذا من المهم تشتيتهم وتهميشهم
• يذكر هارولد لازوبل مؤسس علم الاتصالات وأحد منظري العلوم السياسية : نحن أكثر الناس قدرة وحكم على المصلحة العامة وبالتالي لابد وان نتأكد من أنه لن تتاح لهم الفرصة _ الشعب _ للتصرف بناءً على سوء أحكامهم . فقط عليك ان تمسك بهراوات (عصا ضخمة) فوق رؤوسهم واذا خرجوا عن الخط ما عليك إلا تحطيم تلك الهراوات فوق رؤوسهم ، لكن المجتمع أكثر ديمقراطية وحرية لذلك فُقِدَت هذا الوسيلة ، فعليك اللجوء الى وسيلة الدعاية والمنطق ، فالدعاية بالعالم الديمقراطي هي بمثابة الهراوات .
•يذكر تشومسكي في كتابه المذكور آنفاً : ربما مشاهدتهم لمباريات الدوري والمسلسلات لا تعدّ كافية عندئذ لابد من إخافتهم من الاعداء ، هتلر ، صدام ، المخدرات ، الإرهاب العالمي ، الروس ، الحروب وغيرها من الأمور التي تخلق الرعب والخوف والزعزعة في نفوسهم ، هذه كلها وسائل للسيطرة على القطيع وإبقائه بعيداً عن أن يلتفت لما حوله .
• يتم ضخ مليارات الدولارات سنوياً من قبل الرؤوس التي تقود العالم لخلق الوهم واتمام العملية السياسية في بلدان العالم وفقاً لرغباتهم ، لأن أي تواني أو تساهل في تسليط الاعلام يؤدي إلى ثورة القطيع وهو مالايرغبون به ، يتم تزييف الاف الحقائق وإخفاء الكثير من الأدلة لتلقين الجموع بمايريده القادة وتسييرهم وفقاً لذلك .
فالموضوع ليس مجرد معلومات ، الموضوع أكثر تعقيداً
فإذا كانوا يرغبون بالسيطرة الشاملة يجب القيام بتهميش كامل للقطيع الضال .
•علينا أن نجعله ينساق وهو مذعور ويصرخ بشعارات وطنية وهو خائف على حياته ويعجب بقادته الذين انقذوا حياته من التدمير ويتدهور المجتمع من الداخل وتتحول الى دولة مرتزقة .
Check Also
مبادرة “افتح لقلبك حياة” نوفارتس ومعامل ألفا توقعان اتفاقية تعاون لتمكين مرضى تصلب شرايين القلب من خفض مستويات الكوليسترول
كتب : ماهر بدر المؤسسة العلمية للقلب والشرايين (CVREP): 46% من حالات الوفاة في مصر …