قبل أن نشرح العديد من طرق العقاب المسموح بها للطفل، عليك أن تدرك جيدا أن تلك الطرق هدفها الأساسي هو تقويم الطفل وتعديل سلوكياته ومنعه من ارتكاب بعض الأخطاء الأخلاقية، والأهم مساعدته على تحمل نتيجة أفعال،وسنتناول في السطور التالية طرق العقاب المسموح بها والطرق الصحيحة لتطبيقها:
١. امنح الطفل وقتا ليفكر بتصحيح الخطأ:
هناك بعض الأخطاء الذي يرتكبها الطفل ويمكن أن يتداركها، فقد يكون ارتكبها باندفاع ومن دون تفكير، لذا فيمكن للطفل نفسه أن يدرك أن هناك خطأ ما ارتكبه بالفعل، لهذا يمكن هنا أن تكون طريقة العقاب هي أن تسمح للطفل بتصحيح الخطأ، مثلا اجعله يعتذر لمن أخطأ بحقه أو يحاول تصحيح ما أفسده في المنزل أو يعتذر لك عن الفعل الذي قام به.
٢. سحب بعض الامتيازات من الطفل:
الامتيازات تعني الأمور التي يحبها الطفل ولكن يمكن الاستغناء عنها، مثلا طفلك يلعب يوميا لمدة ربع ساعة ألعاب إلكترونية، يمكنك أن تحرمه منها كعقاب على خطأ محدد، لكن تذكر ألا تحرمه من حضنك أو تمنع عنه شعورك بمحبته لأن تلك المشاعر ليس من ضمن الامتيازات ولكنها أساسيات.
٣. عوده على تحمل مسؤولية الخطأ:
إن قمت بالاتفاق المسبق مع طفلك أن اللعب سيكون داخل غرفة محددة يمكنه أن يلعب بها كيفما يشاء، ومن ثم وجدت ألعابه تملأ غرف المنزل بالكامل، لا تقوم بضربه أو الصراخ بل تحدث إليه مباشرة وذكره بالاتفاق بينكما ومن ثم اجعله يقوم بجمع الألعاب لكي يتحمل نتيجة أفعاله.
كل تلك الطرق المذكورة تعد من الطرق المسموحة في عقاب الطفل، لكن عليك أن تتذكر دائما أن أي منها لا يمكن استخدامه مادام الطفل لا يعرف أن ما ارتكبه هو فعل خطأ، فلا معنى أن يقوم طفلك بفعل محدد وهو يجهل تماما كونه مرفوض ومن ثم تقوم بتطبيق عقاب عليه، حيث يؤدي هذا إلى اهتزاز ثقة الطفل وعدوله عن القيام بأي فعل خوفًا من العقاب على شيء لم يعرفه.
-طرق تحديد العقاب المناسب للطفل:
يعتمد تحديد طريقة العقاب المناسبة على العديد من العوامل مثل السن وطبيعة الطفل ومدى الخطأ الذي ارتكبه، لهذا فإن عليك الانتباه جيدا قبل اختيار طريقة العقاب، فـإن كانت بعض الطرق مسموحة فإن هذا لا يعني أن كلها تنفع مع كل الأطفال.
وأخيرا، تذكر أنه لا يجب عقاب الطفل قبل أربع سنوات فهو ما زال غير قادر على التمييز وما زال يكتشف الحياة من حوله، كثيرا ما ترتبط أفعال الطفل ببراءة طفولته، فعادة لا يقصدون ما يفعلونه مهما كان حجم الخطأ، فلذا من الغير المنطقي أن تواجه طفلك دائمًا بعنفوان وقسوة تفسد علاقتكما معًا بمرور الوقت، فالأفضل دائما أن تجعله مسؤلاً عن أفعاله، و حسب مرحلته العمرية، اختر طريقة للعقاب سلمية تزرع فيه مبدأ المسؤلية دون أن تؤذيه نفسيا أو جسديا.