اهم المشكلات التي يعاني منها
منها الآباء عند تنشئة أبنائهم في مرحلة الطفولة، هي مشكلة التبول اللاإرادي سواء أكان ذلك أثناء النوم أو اليقظة حتى سن الخامسة وفي بعض الحالات حتى العاشرة وربما إلى ما بعد ذلك، الأمر الذي يقلق الآباء ويؤثر في صحة الصغير ويشعره بالخجل والنقص.
وعملية التحكم في التبول لكي تتم لابد من توافر أربعة آليات هي: النضج والنمو والتعلم والتشريط. حيث يعتمد الإخراج على نضج الجهاز العصبي، فعادة يتعلم الطفل تحت تأثير التدريب أن يكف انقباض العضلة الضاغطة ويمسك عن التبول باستخدام العضلات الإرادية، ثم يتطور (ينمو) إلى المرحلة التي يستطيع عندها أن يتحكم في الضغط داخل البطن باستخدام الحجاب الحاجز وعضلات البطن، ثم يتطور إلى المرحلة النهائية التي عندها يستطيع أن يوقف اندفاع البول عند أي درجة من الامتلاء، والتعلم جزئيا بالمحاكاة وجزئيا بالأمر والتدريب، والتدريب يساعد الطفل كثيرا عندما يكون مستعدا في النمو، وخلال فترة التدريب يصبح تفريغ الطفل لمثانته مشروطا بإحساس عجزيه بحافة الإناء، وإذا عوقب الطفل لعدم استخدام الإناء فإنه يشرط بحافة الإناء (أي يكون رابطه ضد الإناء) لربط الإناء بالعقاب.
ويختلف سن ضبط الجهاز البولي من طفل إلى آخر تبعا لحساسية الجهاز البولي، أو إلى حجم المثانة وسعتها، وعادة الطفل لا يمكنه التحكم في التبول أثناء الليل إلا قرب الأربعين شهرا، وقد يبكر بعض الأطفال في قدرتهم إلا أن المألوف أن الأم تبدأ بتدريب الطفل على ضبط عملية التبول قرب الثانية من عمره، وعلى الآباء ألا يقلقوا من التبول اللاإرادي حتى سن الثالثة، ولكن بعد ذلك فإن الأمر يستدعي اهتمامهم وخاصة إن تعدى الطفل سن الرابعة دون أن يستطيع التحكم في ضبط مثانته.
أشكال التبول اللاإرادي :
1 – التبول اللاإرادي الليلي: هو النوع السائد، ويحدث خلاله إخراج البول ليلا أثناء النوم فقط، وعادة ما يحدث البول خلال الثلث الأول من النوم، وفي حالات قليلة يحدث خلال فترة النوم المصحوب بحركة العين السريعة وهي التي قد يذكر الطفل فيها حلما خلال عملية الإفراغ وتصل نسبة هذه الفئة من الأطفال حوالي ثلثي حالات التبول اللاإرادي.
2 – التبول اللاإرادي النهاري: وهو إفراغ البول إراديا ساعات الاستيقاظ نهارا وتظهر هذه الحالات خلال السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية، وغالبا ما نجد الطفل يحاول ضم رجليه بسرعة وقت نزول البول ولكن دون جدوى حيث لا يستطيع أن يتحكم في توقفه. وتتراوح نسبة انتشار هذا النوع ما بين 3%، 5% تقريبا من حالات التبول اللاإرادي.
3 – التبول اللاإرادي الليلي النهاري: وفي هذا النوع نجد الطفل يتبول لاإراديا في الليل وفي النهار وتصل نسبة هؤلاء الأطفال إلى حوالي ثلث حالات التبول اللاإرادي.
4 – التبول اللاإرادي النكوصي: وهو الذي يحدث بعد أن يكون الطفل قد تعلم التحكم في السيطرة على عملية التبول وذلك لفترة لا تقل عن ستة أشهر أو سنة بعدها نجد الطفل ينتكس مرة أخرى ويعود للتبول اللاإرادي وقد يكون أحد أسبابه الغيرة.
5 – التبول اللاإرادي المصاحب للأحداث: ويحدث هذا النوع بعد أن يكون قد تعلم الطفل السيطرة على التبول ولكن نتيجة لوقوع حدث يزلزل كيانه يعود مرة أخرى للتبول لاإراديا ومن هذه الأحداث وفاة أحد الوالدين، رسوبه في الامتحان، تعرضه لحادث مؤلم.. غيرها.
6- التبول اللاإرادي غير المنتظم: وفيه يتبول الطفل على نفسه مرة ثم يختفي لمدة طويلة ثم يعود للتبول اللاإرادي مرة ثانية ثم يختفي وهكذا، ويرتبط هذا النوع بأحداث اليوم أو الليلة التي يحدث فيها التبول اللاإرادي.
أسباب التبول اللاإرادي:
أولا : الأسباب الفسيولوجية :
تتعدد الأسباب الفسيولوجية التي تؤدي إلى مشكلة التبول اللاإرادي ومنها ما يلي:
1 – الوراثة: تشير بعض الدراسات إلى انتشار التبول اللاإرادي في بعض العائلات نتيجة لأسباب وراثية فقد وجد أن الآباء الذين يعانون من التبول أثناء طفولتهم نجد أبنائهم يعانون من نفس المشكلة أيضا، فقد وجد أن البوال عبارة عن اضطراب عائلي حيث يحدث بنسبة عالية بين الوالدين والأخوة . وقد لوحظ أيضا أن أقارب الأطفال البوالين من الدرجة الأولى كانوا يعانون من نفس المشكلة بنسبة تصل إلى (77%) تقريبا، كما أن معدل تطابق حدوث البوال بين التوائم المتماثلة أكثر منه بين التوائم غير المتماثلة.
2 – بعض المشكلات الصحية: قد يتسبب إصابة الطفل ببعض المشكلات الصحية إلى حدوث ظاهرة البوال ومنها:
(1) تضخم اللوز والجيوب الأنفية.
(2) التهاب المثانة والتهاب الحالب والتهاب في حوض الكلية والتهاب المستقيم
(3) الديدان التي تهيج منطقة التبول وديدان البلهارسيا والانكلستوما.