يختبر الإنسان بحسن خلقة، وذلك من خلال تعامله معر الآخرين، وتفاعله معهم؛ فالتفاعل الاجتماعي المباشر هو أساس ومقياس اختبار أخلاق الناس وسلوكهم وتعد الدعوة إلى بناء المجتمع على أساس الأخلاق من أولى الركائز القرآنية في البناء الاجتماعي والثقافي للإنسان، وقد أثنى الله سبحانه بين آياته على خلق الرسول الكريم وأمرنا أن ” نقتدي به “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنه
فرسولنا معلمنا ومثلما الأعلى في كل خلق إنساني رفيع
ومما لاشك فيه أن المنهج الأخلاقي يشمل العنصر الأساسي في بناء الحياة الاجتماعية، وتنظيم العلاقات الإنسانية، وكذلك التواصل بين أفراد المجتمع،، فالأخلاق في الإسلام هي أخلاق اجتماعية وليست أخلاق فردية، فالعدل والرحمة والتواضع والعفو والصدق والأمانة وحسن الخلق والإيثار وغيرها من الأخلاق الصادقة هي سلوكيات تمارس في الحياة الاجتماعية وأساس للتعامل مع الآخر.
وأخلاق نبينا محمد هي في حد ذاتها أسس وركائز مهارات التواصل تلك التي تبني العلاقات وتعضد نجاحها، فقد كان نبينا حسن الإصغاء إلى محدثة ولا يكتفي بالاستماع فقط بل كان يوظف لغة جسده بالالتفاف إليه بكل جسمه،معيره كل انتباه وتركيز وقد كان حديثة الشريف “من عرض لأخية المسلم، أي المتكلم فكأنما خدش وجهه” إضافة الي أنه كان قليل الكلام حتى يتيح للآخرين فرصة التعبير عما يجول في خاطرهم، وعندما يحاور لا يجادل خاصتا عندما اتجه إلى نشر الدعوة الإسلامية فلم يفرض مفاهيمة وتعاليمة فرضا بل دعا خصومة مستخدما سبل الاقناع بالحجة والدليل دون تعقيدات أو تذييف
انه فعليا نموذجا للقائد الكاريزمي الهادئ الجاذب للآخرين إليه مركزا على الحق والحقيقة في القلب والعقل مشعا بحديثة جوا من الود والحب…
وأخيرا… كان رسولنا القدوة والمثل الأعلى يحرص على احترام الآخرين والتفاعل معهم والاصغاء لهم بكل ود دون مقاطعة لأنه يعي تماما أن غايه ما يطلبه المتحدث أن تكون أذنا صاغية لما يقوله، فإذا ما فرغ من حديثة كان له حق التعليق والتعقيب ومناقشة ما تم طرحة… فلنحتذي بحذوة…..
شاهد أيضاً
حمو بيكا ياحمو بيكا – بقلم طه صلاح هيكل
حمو بيكا ياحمو بيكايا أعظم نشاز ف المزيكاصوتك ياعيني عليه أسطورةعايز حقنة في السيكاغني ياحمو …