“الإنسان لم يتقدم عبر التاريخ الطويل، إلا من خلال الأزمات” طارق السويدان
فالازمات ظاهرة ترافق سائر الأمم والشعوب في جميع مراحل النشوء والارتقاء والإنحدار، والأزمة في حد ذاتها
تعني خلل وعدم توازن في عناصر النظام الاجتماعي في ظل حالات من التوتر والقلق والشعور بالعجز لدى الأفراد وعدم القدرة على إقامة علاقات اجتماعية وإنسانية، وظهور قيم ومعايير أخلاقية مغايرة للثقافة السائدة
وتعرف الأزمة في مختار الصحاح :بأنها الشدة والقحط وفي قاموس أكسفورد باللغة الإنجليزية، هي نقطة تحول في تطور شئ له ديناميك.
كما يعرفها كمنج Cumming: تأثير موقف أو حدث يتحدى قوى الفرد ويضطره إلى تغيير وجهة نظره وإعادة التكيف مع نفسه أو مع العالم الخارجي أو مع كليهما.وتعريف مختصر للأزمة هو حدث مفاجأ
والأزمات نوعان :أزمات يمكن التنبؤ بها وتحتاج إلى خطة، وأزمات خارجة عن كل الظروف والتوقعات في علم الغيب وفي هذه الحالة تسمى مخاطر وحسب قانون باريتو ينبغي على الإدارة التقليل من المخاطر حتى تقل الأزمات. فإدارة الأزمات علم لأنها نظريات وعلوم منظمة تحتاج إلى دراسة
، وتدريب وايضا فن أي إبداع في القيادة، والتفكير خارج الصندوق، ويعنى في طياته الاستعداد لما قد يحدث، والتعامل مع ما قد حدث، وقد اختلف التعامل مع الأزمات على مر العصور التاريخية والمجتمعات سواء على صعيد الهدم أو البناء وقراءة متأنية لدور الأزمة بشكل عام يقضي بنا إلى تلمس خيط يقودنا إلى حقيقة مفادها أن المجتمعات التي اعتمدت القيادة فيها على فرق خاصة وكفوء في التعامل مع الأزمات كانت أصلب عودا وأكثر على المطاوعة والاستمرار من قريناتها التي انتهجت أسلوبا مغايرا تمثل بالتصدي المرتل، والتعامل بطرق غير مدروسة سلفا مع بؤر الصراع والتوتر؛ مما أدى بالتالي إلى ضعفها وتفككها
فالازمات ظاهرة ترافق سائر الأمم والشعوب في جميع مراحل النشوء والارتقاء والانحدار
وللازمة خصائص تتمثل في :المفاجأة في توقيت الحدوث، والمكان والأسلوب وابعادها مفاجأة، تكتيكية تعبوية واستراتيجية وتهديد القيم الرئيسية لمجتمع
يتزامن معه أو يعقبه وضيق الوقت وتحسب مدة الأزمة من لحظة حدوثها حتى انتهائها، وحقيقتا الأزمة
تحرك الأذهان وتشعل الصراع وتحفز الإبداع، وتطرق فضاءات بكر تمهد السبيل إلى مرحلة جديدة، ونعلم أن
أي أزمة تمر بمراحل : مرحلة ميلاد و نمو، ونضج و، انحسار ثم تلاشى.
ولنشوء الأزمة أسباب تتمثل في سوء الفهم أو الإدراك، سوء التقدير،والتقييم، الإدارة العشوائية، الرغبة في الابتزاز، الكوارث، أخطاء بشرية، أزمات متعددة ومخططة، وتعارض المصالح والأهداف.
وأخيرا… اذا لم تُدار الأزمة سوف تتحول إلى كارثة وأفضل أسلوب لإدارة الأزمة هو تحويلها إلى فرصة، ومن خلال التفاوض نستطيع التدخل في الكارثة ومنع حدوثها مع الحرص على أن لا تخرج المشكلات عن نطاق السيطرة فيفقد متخذ القرار القدرة على اتخاذ القرار…..